التفاسير

< >
عرض

ٱقْرَأْ كِتَٰبَكَ كَفَىٰ بِنَفْسِكَ ٱلْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً
١٤
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ اقْرَأ كِتَابَكَ } أى يقال له يوم القيامة اقرأ كتابك أو نقول له يوم القيامة اقرأ كتابك فيقرأه ولو لم يكن فى الدنيا قارئا { كَفَى بِنَفْسِكَ } الباء صلة للتأْكيد ونفس فاعل { الْيَوْمَ } الحاضر وهو يوم القيامة { عَليْكَ } متعلق بقوله { حَسِيْباً } تمييز أو حال بمعنى الحاسب من حسب عليه كذا وهو الحاسب كالصريم بمعنى الصارم وضريب القداح بمعنى ضاربها أو بمعنى الكافى فوضع موضع الشهيد فعدى بعلى لأَن الشاهد يكفى المدعى ما أهمه، وذكر حسبيا مع أن النفس مؤنث لأَن الشهادة والقضاء والإِمارة يتولاهن غالبا الرجل فكأَن نفسه جعلت رجلا حسيبا، فكأَنه قيل كفى بنفسك رجلا حسيبا أى عوضا من رجل حسيب أو لتأَويل النفس بالمذكر وهو الشخص كما يقال ثلاثة أنفس بإِثبات التاء فى العدد وإِنما تثبت فى اللغة الفصحى فى عدد المذكور أولت بأَشخاص فتثبت التاء أو لأَن فعيلا بمعنى فاعل يجوز إِسقاط التاء منه ولو كان لمؤنث. قال ابن جرير الطبرى بسند له عن الحسن يا ابن آدم بسطت لك صحيفة ووكل بك ملكان كريمان أحدهما عن يمينك يكتب حسناتك والآخر عن شمالك يكتب سيئاتك فاعمل ما شئت وأقلل أو أكثر حتى إِذا مت طويت صحيفتك فجعلت فى عنقك معك فى قبرك حتى تخرج لك يوم القيامة كتابا تلقاه منشورا اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا قد عدل والله فيك من جعلك حسيب نفسك ا.هـ. قيل يقول الكافر يا رب إِنك لست بظلام للعبيد فاجعلنى أُحاسب نفسى ويقال له اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم حسيبا.