التفاسير

< >
عرض

ٱنظُرْ كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ دَرَجَاتٍ وَأَكْبَرُ تَفْضِيلاً
٢١
-الإسراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ انظُرْ } يا محمد. { كَيْفَ فَضَّلْنَا بَعْضَهُمْ علىَ بَعْضٍ } فإِن المتبادر منه التفضيل فى الرزق، قيل فضلنا بعضهم على بعض فى الرزق والجاه وكيف اسم استفهام حال منصوب بفضلنا وجملة كيف فضلنا فى محل نصب مفعول انظر، وعقله عن العمل فى المفرد إِلى العمل فى الجملة اسم الاستفهام { وَلَلآخِرَةُ أَكْبَرُ } أعظم من الدنيا { دَرَجَات وَأَكْبَرُ } منها، وقرئ وأكثر بالمثلثة { تَفْضِيلاً } فإِن درجات الدنيا والتفضيل فيها بأَرزاق وجاه ونحو ذلك مما هو غير دائم وغير خال عن نقض وكدورة ودرجات الآخرة والتفضيل فيها بقصور وجملة نعم لا تزول ولا تكدر ولا تنقطع فيجب الاعتناء بها دون الدنيا فالآية فى تنضيلا نعيم الآخرة على نعيم الدنيا، ويحتمل أن يكون ذلك فيما بين درجات الآخرة ونعيمها بعضها أفضل من بعض، أى التفاوت فى درجات الآخرة فيما بينها أعظم من التفاوت فى درجات الدنيا فيما بينها.
روى أن قوماً من الأَشراف منهم أبو سفيان وسهل وقوماً دونهم منهم بلال وصهيب اجتمعوا فى باب عمر رضى الله تعالى عنه يستأذنون فخرج الإِذن لبلال وصهيب فشق على أبى سفيان، فقال سهيل: إِنما أتينا من قبلنا أنهم دعوا ودعينا يعنى إِلى الإِسلام فأسرعوا وأبطأنا وهذا باب عمر فكيف التفاوت فى الآخرة، ولئن حسدتموهم على باب عمر فما أعد الله لهم فى الجنة أكثر، وقيل المعنى أن التفاوت فى الآخرة أكثر لأَن التفاوت فيها بالجنة ودرجاتها والنار ودركاتها.