التفاسير

< >
عرض

إِنَّهُمْ إِن يَظْهَرُواْ عَلَيْكُمْ يَرْجُمُوكُمْ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِي مِلَّتِهِمْ وَلَن تُفْلِحُوۤاْ إِذاً أَبَداً
٢٠
-الكهف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّهُمْ } أى أصحاب المدينة المشركون.
{ إنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ } أى إن يطلعوا عليكم أين أنتم أو يظفروا عليكم.
{ يَرْجُمُوكُمْ } يقتلوكم بالرض بالحجارة وكان من عادتهم القفل بها وهو أخبث القتل. وقيل: يعذبوكم. وقيل: يشتموكم بالقول.
{ أَوْ يُعِيدُوكُمْ فِى مِلتِهِمْ } أى يتسببوا فى رجوعكم إلى ملتهم التى كنتم فيها من الشرك بأن يضيقوا عليكم حتى تريدوا. أو المعنى: يطلبوكم أَن ترجعوا فى ملتهم. وإنما تكلفت الوجهين لأن العود فى الملة إنما يكون عن القلب فلا يتصور فيه الإعادة بالقهر بل بالأسباب التى يذعن إليها القلب اللهم إلا إن أرادوا الإعادة بحسب الصورة بأَن يمنعوهم عن ذكر الله بأَلسنتهم ونحو ذكره من العبادة الظاهرة ويجبروهم على فعل ما لا يجوز لغير المضطر.
وقيل: إن أصحاب الكهف لم يشركوا قط فمعنى إعادتهم فى الشكر تصييرهم إليه واستعمال العَود بمعنى الصيرورة كثير فى كلامهم.
{ وَلَنْ تُفْلِحُوا } لن تنجوا من عذاب الله ولن تفوزوا بنعيمه الدائم ورضاه { إذَا } إن دخلتم فى ملتهم واعتقدتموها. { أَبَداً }.