التفاسير

< >
عرض

وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْىءٍ إِنِّي فَاعِلٌ ذٰلِكَ غَداً
٢٣
-الكهف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلاَ تَقُولَنَّ لِشَاْئٍ } أى لشأن شئ أَى فى شأنه أو لأجل شئ هو بألف بين الشين والياء كما قال الشاطبى والخراز وغيرهما.
قال أبو عمرو الدانى فى المقنع عن بعضهم: رأيت فى جميع المصاحف شيا بغير ألف ما خلا ولا تقوان لشئ قال البعض: وفى مصاحف عبد الله رأيتها كلها بألف قال أبو عمرو: ولم أجد شيئا من ذلك فى مصاحف أهل العراق ولا غيرها بأَلف ا هـ. وكنت متأَملا فى زيادتها هنا وأقول: زيدت تأكيداً ليعلم أن فى الكلمة همزة نتقوى فى خفائها بألف وتمد والفاصل بينهما ساكن فلم يكن حاجزا حصينا وخص هذا بهذا اللفظ فى هذا الموضع اعتناء بالنهى عن عدم الاستثناء فى الكلام ثم بعد ذلك والحمد لله رأيت بعضه منصوصا عليه لشارح عقيلة الشاطبى وشارح الخراز.
روى
"أن اليهود سأَلوا رسول الله صلى الله عليه وسلم أو قالوا لقريش: سلوه عن الروح وأصحاب الكهف وذى القرنين فقال: ائتونى غدا فأخبركم ولم يقل إن شاء الله فأَبطأ عليه الوحى بضعة عشر. وقيل: أقل. وقيل: أربعين فشق عليه ذلك وقد مر ذلك فى سبحان فأنزل الله تعالى تأديبا له: ولا تقولن لشئ { إِنىِّ فَاعِلٌ ذَلِكَ } الشئ { غَدَاً }" حقيقته اليوم الذى بعد يومى متصلا به والمراد عندى هنا مطلق المستقبل ولو فى يومك أو بعد اليوم الذى يلى يومك فتكون لفظة غد مجازاً مرسلا لعلاقة الإطلاق أو التقيد أو هما وذلك أن الغد موضوع للمستقبل بقيد كونه تالى يومك واستعمل فى مطلق المستقبل فيلزم الاستثناء كل من يقول: إنى أفعل أو سأفعل أو نحو ذلك مما أريد به الاستقبال سواء نطق بمادة فعل أم لا كأجئ وأعطيك فإن ذلك داخل فى قوله فاعل.
وقال بعض: لا يلزم الاستثناء الأمر من ذكر لفظة غد أو نحوها ما يكون مؤديا لمعناها اتباعا لظاهر الآية على أن المراد بلفظ الغد مدلول لفظ الغد بأى لفظ فقط.
واختلف فى اعتقاده الفعل بدون النطق هل يلزم فيه الاستثناء أَم لا والنفى كالإثبات قياسا فى النطق والاعتقاد وقد يتكلف دخوله فى قوله فاعل فإنه قد يطلق الفعل على القدر المشترك بين الترك وعدمه ويدل له دخول ترك الصلاة ونحوها فى نحو من يعمل سوءا يجز به. وقيل: لا يلزم الاستثناء فى النفى.