التفاسير

< >
عرض

وَيَوْمَ نُسَيِّرُ ٱلْجِبَالَ وَتَرَى ٱلأَرْضَ بَارِزَةً وَحَشَرْنَاهُمْ فَلَمْ نُغَادِرْ مِنْهُمْ أَحَداً
٤٧
-الكهف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَوْمَ } عطف على عند أو مفعول لاذكر محذوف أو يقول: ونقول لهم يوم إلى آخره ومفعول هذا القول على هذا الوجه هو قوله: لقد محذوف أى جئتمونا إلى آخره وعلى الوجهين الأولين يكون قوله: لقد جئتمونا الخ مفعولا لقول مقدر مستأنف بعد قوله صفًّا أى نقول أو يقول لهم: لقد جئتمونا أو مفعولا لحال أى قائلا: لقد الخ. وصاحب الحال ربك أو قائلين: لقد فيكون صاحب الحال ضمير نغادر أو حشرنا أو نائباً لقول. والقول حال من الواو فى عرضوا أو هاء حشرناهم أى مقولا لهم: لقد جئتمونا الخ.
{ نُسَيِّرُ الْجِبَالَ } بالنون والتشديد ونصب الجبال أى نصيِّرها سائرة فى الهواء ونجعلها هباء منثوراً وقرأ ابن كثير وأبو عمرو وابن عامر بالتاء مضمومة وفتح المثناة التحتية والتشديد ورفع الجبال. وقرئ تسير بالتاء مفتوحة وكسر السين وإسكان المثناة التحتية ورفع الجبال.
{ وَتَرَى } يا محمد أو يا من تأتى منه الرؤية مطلقاً.
{ الأَرْضَ } بالنصب وقرئ وترى الأرض بضم التاء والضاد.
{ بَارِزةً } ظاهرة ليس عليها ما يسترها بكونه عليها وكونها من ورائه كجبل وبناء وشجر ونبات لزوال ذلك كله.
وقيل: المراد أنه يبرز الموتى الموتى منها وما فيها من كنز فيقدر مضاف أى وترى الأرض بارزاً مضمونها أو محوبها أو مظروفها أو نحو ذلك أو يقال: إنه من إسناد ما للحال للمحل فما للحال هو البروز والحال الموتى والكنوز والمحل الأرض.
{ وَحَشَرْنَاهُمْ } جمعناهم إلى الموقف بالشام لنحاسبهم والهاء للكفار بدليل قوله:
{ بل زعمتم } الخ ولو كان الحشر يعم المؤمن والكافر وسائر الحيوان.
وقيل: لا يحشر إلا الملائكة والإنس والجن.
ويجوز عود الهاء للمؤمنين والكافرين فيكون الخطاب فى زعمتم للمجموع لا للجمع والمراد به الكفار.
{ فَلَمْ نُغَادِرْ } لم يترك يقال: غادره وأغدره تركه. ومنه الغدر وهو ترك الوفاء والغدير للماء الذى خلفه السيل.
وقرئ يغادر بالمثناة التحتية أى لم يترك الله { مِنْهُمْ أَحَداً } بلا حشر بل حشر الكل.