التفاسير

< >
عرض

كَذَلِكَ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً
٩١
-الكهف

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ كَذَلِكَ } خبر لمحذوف أى أمره معهم كذلك وهذا من باب التخلص البديعى ويجوز تعليقه بوجد أى وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها ستراً كما وجدها تغرب فى عين حمئة قريبة المنظر فى الحالين هذان الوجهان ظهرا لى.
وقال غيرى: كما بلغ مغرب الشمس بلغ مطلعها فيتعلق ببلغ الثانى فى الآية.
وقيل: يتعلق بمحذوف أى حكم فى القوم عند مطلع الشمس كما حكم فى القوم عند مغربها وصححه بعضهم.
وقيل: يتعلق بنجعل أى لم نجعل لهم من دونها ستراً كما جعلنا لكم ستراً بحصون وجبال وشجر ولباس فالإشارة إلى ما هو ستر.
وقيل: صفة لمصدر محذوف لوجد أو لنجعل أو نعت لقوم أى على قوم مثل ذلك القوم الذين تغرب عليهم الشمس فالكفر والحكم عليهم ثم رأيت الوجه الأول الذى ظهر لى منصوصاً عليه للشيخ هودرحمه الله والزمخشرى والقاضى والعبارة له هكذا أى أمر ذى القرنين كما وصفناه فى رفعة المكان وبسطة الملك أو أمره فيهم كأمره فى أهل المغرب من التخيير والاختيار.
{ وَقَدْ أَحَطْنَا بِمَا لَدَيْهِ خُبْراً } أى أحاط علمنا بما عند ذى القرنين من جنود وآلات وعدد وأسباب ملك. فخُبرا تمييز محول عن الفاعل بمعنى العلم.
والمراد بهذه الجملة تكثير ما عند ذى القرنين من ذلك أحطنا بظواهر ذلك وخفاياه البالغة مبلغا لا يحيط به غيرى لأننى اللطيف الخبير ويجوز أن يراد بما لديه ما عنده من الصلاحية للملك وتأهّله له ويجوز أن يكون خُبراً مفعولا مطلقاً لتضمن أحطنا معنا علمنا والخبر هو العلم.