التفاسير

< >
عرض

وَٱذْكُرْ فِي ٱلْكِتَابِ مَرْيَمَ إِذِ ٱنتَبَذَتْ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شَرْقِياً
١٦
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَاذْكُرْ فِى الْكِتابِ } القرآن { مَرْيمَ } أى قصة مريم { إذِ } بدل من مريم بدل اشتمال لأن الأحيان مشتملة على ما فيها فإذ خارجة عن الظرفية إلى المفعولية أو بدل كل على أن المراد بمريم وقتها من تسمية الزمان بمن حل فيه أو بتقدير مضاف أى وقت مريم أو أراد بوقت الانقياد نفس القصة الواقعة فيه للحال باسم الزمان وعلى كل فإذ خارجة عن الظرفية.
ويجوز أن يكون ظرفاً متعلقاً بمحذوف أى فعل مريم وقدر بعض خبر مريم وعلقه بخبر ويجوز تعليقه بمحذوف نعت لمحذوف أى أمر مريم الواقع إذ الخ.
{ انتَبَذَتْ } اعتزلت. قال ابن هشام: إذ بدل من المفعول وهو مريم بدل اشتمال.
وزعم الجمهور أنه لا تكون إذ إلا ظرفا أو مضافا إليها فإذ ظرف لمضاف محذوف أى واذكر قصة مريم إذ انتبذت.
وقيل: إذ بمعنى أن المصدرية أى اذكر مريم انتباذها على البدلية الاشتمالية.
{ مِنْ أَهْلِهَا مَكَاناً شََرْقِيّاً } أى اعتزلت فى مكان نحو الشرق من الدار أو شرقى بيت المقدس للعبادة.
وقيل: ذهبت إلى جهة الشرق فى أهلها لتغتسل من الحيض وقيل بشرق محرابها وكانوا يعظمون جهة الشرق. ولانتباذها مكاناً شرقياً اتخذ النصارى المشرق قبلة وقد علمت مما مر أن مكانا ظرف ويجوز أن يكون مفعولا به لانتبذت على أنه تضمن معنى أتت أو قصدت.