التفاسير

< >
عرض

وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَباً جَنِيّاً
٢٥
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَهُزِّى إِلَيْكِ } متعلق بمحذوف حال من جذع على أن الباء زائدة والجذع مقبول فلا تمنع من تقديم الحال أو يقدر الاستقرار بعده بل يقدر الكون الخاص أى هزى بجزع النخلة منتهياً إليك. وغير زائدة.
والمعنى: افعلى الهز به وهذا بناء على جواز تقديم الحال على صاحبها المجرور بحرف غير زائد ولا يعلق إليك بهزى لأن الفعل لا يعمل فى ضميرين لمسمى واحد وكذا شبه الفعل إلا علم وما معه وقد يقال: الحق أنه إنما يمنع إذا لم يتعد لواحد بحرف وقد يعلق به على تقدير مضاف أى إلى نفسك لكن هذا المضاف غير محتاج إليه.
{ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ } وهو يابس كما ذكرت وقال: قوم إن الجذع الذى ألجأها إليه المخاض وأمرت بهزه كان سعفا مطعما رطبا. وعن بعض أنه جذع عجوة.
والصحيح أنه يابس ميت لما ولدت أحياه الله أورق وأثمر وأرطب فى حين.
وروى أن العين نبع من ضرب جبريل الأرض.
وقيل: ضربها عيسى فخرج.
وقيل: معنى كون العين تحتها أنه إن شاءت جرى وإن شاءت أمسك والهز. التحريك بجذب ودفع.
وقيل: الباء للاستعانة والمفعول محذوف أى هزى الثمرة بجذع النخلة أى بهز جزعها وإذا فسر بافعلى به الهز فهو لازم لا مفعول له.
ومن أخذ ثلاث خوصات من ثلاث نخلات ألوان: أصفر وأحمر وأخضر وكتب على كل خوصة { وهزى إليك } - إلى - { إنسيا } بقلم حديد ثم علق كل خوصة فى جريدتها من نخلتها أنجب ثمر نخلة ويآتى آجلها عاجلا وسلم من الآفات وأنجب النخل بنفسه أيضاً.
{ تُسَاقِطْ } مجزوم فى جواب الأمر والأصل يتساقط بتاءين: تاء المضارع وتاء الماضى قلبت تاء الماضى وهى الأخيرة سينا وأدغمت بالسين وقرأ حفص بضم التاء وكسر القاف وبالتخفيف وقرئ تتساقط بالتاءين.
وقرأ حمزة تساقط بفتح التاء والقاف والتخفيف على حذف إحدى التاءين ويساقط بالمثناة التحتية وتشديد السين إدغاما لتاء الماضى فيها بعد قلبها سينا والمثناة والقاف مفتوحان.
قال بعض: وهذه قراءة يعقوب وتسقط ويسقط بضم أولهما وكسر القاف وبفتح أولهما وضم القاف والتاء للنخلة والياء للجذع.
{ عَلَيْكِ رُطَباً } تمييز على كل قراءة غير تسقط ويسقط بضم أولهما وكسر قافهما فإنه عليهما مفعول به وذلك على أن تساقط ويساقط بضم التاء والياء وكسر القاف بمعنى تتساقط. أما على أنهما بمعنى تسقط ويسقط بضم الأول وكسر القاف فرطبا مفعول به.
ويجوز أن يكون مفعولا فى قراءة تسقط ويسقط بفتح الأول وضم القاف على أنهما متعديان. وأجاز المبرد كون رطبا مفعولا لهزى قبل وليس كذلك.
{ جَنِيّاً } بلغ أوان التقاطه. وكسر طلحة بن سليمان الجيم تبعا. قال الربيع ابن خيثم: ما للنفساء عندى خير من الرطب ولا للمريض خير من العسل وكذا ينفع الرطب فى عسر الولادة.