التفاسير

< >
عرض

مَا كَانَ للَّهِ أَن يَتَّخِذَ مِن وَلَدٍ سُبْحَانَهُ إِذَا قَضَىٰ أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُن فَيَكُونُ
٣٥
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَا كَانَ للِهِ أَنْ يَتَّخِذَ مِنْ وَلَدٍ سُبْحَانَهُ } تكذيب لمن يقول من النصارى: هو ابن الله.
{ إذَا قَضَى أَمْراً فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ } تبكيت لهم بأَن من إذا أراد إحداث أمر أوجده يقول له: كن، منزه عن شبه الخلق وعن الحاجة، فى اتخاذ الولد؛ بإهمال الإناث؛ إذ من المحال الواضح أن تكون ذاته كذات من ينشأ منه الولد.
وقول كن حقيقة، يخلق الله لفظ كن فى الهواء، وحيث شاء، أو مجاز على أن المراد أن إرادته للشئ يتبعها كونه من غير توقف. وهذا مذهبنا ويقويه: أنه يقول لأول مخلوق: كن وليس حينئذ مخلوق ولا هواء يخلق فيه كن. وقيل: الهواء عدم والعدم لا يصلح أن يكون ظرفا لقول والخصم بقول: له ما يخلق فيما شاء إذا أوجد ما يخلق فيه. والفاء للعطف على يقول أو للاستئناف إن قلنا: إنه يأتى الفاء للاستئناف كالواو.
وقرأ ابن عامر بالنصب. قال القاضى: هو على الجواب أى جواب الأمر وهو كن وفيه أنه ليس منخرطا فى سلك المقول فإنه ليس مما يقوله إذا أراد شيئا وقال له: كن ولعل النصب عطف على مصدر مقدر معنى أى فإنما أمره القول كن فيعطف مصدر يكون على القول على حد: ولُبس عباءة وتقرَّ عينى ويأتى إن شاء الله مزيد كلام.