التفاسير

< >
عرض

وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ وَأَدْعُو رَبِّي عَسَىۤ أَلاَّ أَكُونَ بِدُعَآءِ رَبِّي شَقِيّاً
٤٨
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَأعْتَزِلُكُمْ } من أرض كوثا إلى الشام مهاجراً بدينى.
{ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللهِ } أى ما تعبدون من دون الله.
والدعاء: العبادة لأنه منها ومن وسائطها قال صلى الله عليه وسلم:
"الدعاء هو العبادة" . ويدل له قوله: { فلما اعتزلهم وما يعبدون }.
ويجوز أن يريد الدعاء الذى فى الشعراء.
{ وَأَدْعُوا رَبِّى } أعبده.
{ عَسَى ألاَّ أَكُونَ بِدُعَاء رَبِّى شَقِيّاً } خائباً ضائع السعى فى العبادة مثلكم فى دعاء آلهتكم.
ومراده عسى أن أسعد وأنجو من العذاب اللازم لكم، ولكنه عرّض لهم بشقاوتهم بدعاء آلهتكم. وعبَّر بعسى تواضعاً وهضما للنفس وتنبيهاً على أن إجابة الدعاء وقبول العبادة والإثابة عليها غير واجبة وأن مِلاك الأمر خاتمته.