التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُ ٱلإِنسَانُ أَءِذَا مَا مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً
٦٦
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَقُولُ الإِنْسَانُ } الجنس لأن القائل منهم كقولك: بنو فلان قتلوا فلانا والقائل أحدهم؛ قال الفرزدق:

فسيفُ بنى عبس وقد ضربوا به نبا بيدى ورقاء عن رأس خالد

أسند الضرب لبنى عبس مع أن الضرب فعل ورقاء بن زهير بن جذيمة العبسى كما يدل له قوله نبا بيدى ورقاء، أو بعض الجنس وهو الكفرة قديما وحديثا فإنهم أنكروا البعث.
وقيل: المراد أُبىّ بن خلف فإنه أخذ عظاما بالية ففتّها وقال: يزعم محمد أنّا نبعث بعد ما نموت.
وقيل: العاص بن وائل.
وقيل: الوليد بن المغيرة.
وقيل: المراد رجال من قريش: هؤلاء الثلاثة وغيرهم من قريش.
{ أَئِذَا } بتسهيل الهمزة الثانية وبتحقيقهما وبإدخال ألف بينهما على الوجهين والأولى للاستفهام.
وقرأ ابن ذكوان فى رواية عنه بهمزة واحدة مكسورة على حذف همزة الاستفهام.
وروى عنه الأخفش أنه يقرأ بهمزتين وجواب إذا مقدر تعلق به أى أخرج وليس جوابها أخرج المذكور لأن اللام مانعة من تقديم معمول ما بعدها كذا قالوا.
والحق أن المانع من كونه جواباً عدم قرنه بالفاء وإلا فالعامل فى إذا على الصحيح ما فى جوابها ولو كان فيه ماله الصدر.
فمن أجاز تجريد الجواب من الفاء أجاز كون لسوف أخرج جوابا واللام لام ابتداء. وقيل: لام جواب قسم مقدر قبل إذا، والجملة جواب القسم.
ويجوز كون إذا خارجة عن الشرط فيقدر أخرج قبلها وعلى تقدير بعدها فإنما قدم وأولى همزة الإنكار لأن المنكر هو كون ما بعد الموت وقتا للبعث.
{ مَا } زائدة للتأكيد قيل: وكذا اللام.
{ مِتُّ لَسَوْفَ أُخْرَجُ حَيّاً } من الأرض أو من حال الفناء إلى الوجود أو من حال الفناء، لكن على حد خرج زيد عالما وخرج شجاعا، إذا كان نادرا فى ذلك أى أحقا أنِّى سأُخرج حيا، حين يتمكن منى الموت والهلاك قاله هزواً واستبعاداً.
وقرأ الحسن وأبو حيوة ليس أخرج بفتح الهمزة وضم الراء. وقرأ طلحة ابن مصرف لسأخرج حيا.
وإن قلت: كيف تجعل اللام للابتداء ولام الابتداء للحال، وهنا قد كانت بعدها سوف؟
قلت: هى لمجرد التأكيد خارجة عن الحال، أو هى للحال على معنى قولك: أأعتقد الآن أنى سوف أخرج، أو أثبت الآن على أنى سوف أخرج، أو هى لتقريب الاستقبال بالحال.