التفاسير

< >
عرض

أَوَلاَ يَذْكُرُ ٱلإِنسَٰنُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً
٦٧
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَوَ لاَ يَذْكُرُ الإِنْسَانُ } بفتح الياء وضم الكاف عند نافع وعاصم وابن عامر وبفتح الياء والكاف وتشديدها. أصل هذه يتذكر أبدلت الياء ذالا وأدغمت فى الذال.
وقرئ يتذكر فى الأصل وهى قراءة أبىّ وجملة لا يذكر معطوفة على يقول بالواو ووسط همزة الإنكار بين المعطوف عليه والعاطف، مع أن الأصل من حيث المعنى دخولها على المعطوف عليه وهو يقول، للدلالة على أن المنكر بالذات هو المعطوف، وهو عدم التذكر والذكر، وأن المعطوف عليه وهو القول، إنما نشأ منه. فلذلك دخلت على المعطوف، لكن قدمت على العاطف. وأل فى الإنسان للعهد الذكرى.
{ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ قَبْلُ } من قبل حاله، وهو حال البقاء الذى هو فيه.
{ وَلَمْ يَكُ شَيْئاً } موجوداً بل شيئاً معدوماً. قاله الفارسى، وهر معتزلى، وهو حق.
وقال القوم: الشى لا يطلق إلا على الموجود ولو تذكر المنكِر للبعث النشأة الأولى حيث أخرجه الله من العدم الصرف إلى الوجود لم ينكر البعث الذى ما هو إلا رد الأجزاء كما كانت؛ فإن من قدر على إيجاد شئ معدوم لا على حِدة وعلى غير مثال واقتداءٍ به أقدر على خلقه على مثال سابق.
وهذا مواجهة لجاحد البعث. وإيجاد الله جل وعلا الأشياء كلها بقدرته سواء سهل أهون ما يكون، ليس شئ منها سهلا وشئ صعباً وكل من النشأَة الأولى والثانية سواء عنده وليس فى الثانية مقتدياً بالأولى وقائساً عليها.