التفاسير

< >
عرض

فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ وَٱلشَّيَاطِينَ ثُمَّ لَنُحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنَّمَ جِثِيّاً
٦٨
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَوَرَبِّكَ لَنَحْشُرَنَّهُمْ } منكرى البعث.
{ وَالشّيَاطِينَ } كل وشيطانه الذى أغواه فى سلسلة. فالواو للمعية، ويجوز كونها عاطفة. وأضيف الرب للكاف تشريفاً لنبينا صلى الله عليه وسلم، والهاء للإنسان على أنه الجنس، وإما على أنه الفرد. فالهاء له ولأمثاله الذين دل عليهم.
وإذا قلنا: الإنسان مراد به المؤمن والكافر. ومعنى حشره مع الشياطين كمعنى حشرة مع الكافرين؛ فإن الحشر عم الجميع وضمهم؛ فإنهم مختلطون فى الطريق إلى المحشر وفى المحشر.
{ ثُمَّ لَنحْضِرَنَّهُمْ حَوْلَ جَهَنّمَ } السعداء والأشقياء. أما السعداء فليشاهدوا الحالة التى نجاهم الله منها فيزدادوا فرحا ويشمتوا بأعدائهم، وأما الأشقياء فلتزداد مساءتهم وحسرتهم وما يغيظهم من سعادة أولياء الله وشماتتهم بهم.
{ جِثِيّاً } جمع جاث من جثا يجثى. أصله جُثُوًّا وكشهود أدغمت الواو فى الواو وقلبت الواو المشددة ياء أو من جثى يجثى أصله جثوى كشهود قلبت الواو ياء وأدغمت فى الياء.
وعلى الوجهين قلبت الضمة كسرة.
والمعنى: قاعدين على ركبهم لما يدهمهم من الهول حتى لا يستطيعوا القعود والوقوف؛ ولأن ذلك من توابع التواقف للحساب قبل التواصل إلى الثواب والمقاب كما يبقى الفارغ من أمر شق هنيهة على حاله التى هو عليها قبل الفراغ وهى حال مقدَّرة؛ فإن قعودهم جاثين بعد الإحضار لا فى حال الإحضار.
وإن رجعنا الهاء إلى الكفار صح أن يكون المعنى أنهم يساقون من المحشر بعنف وهم على حالهم التى كانوا عليها فى المحشر من قعودهم على ركبهم غير مشاة على الأقدام يَحْبُون حَبْواً إهانة وعجزاً للهول، فالحال مقارنة.
وقال ابن زيد: الجُثِئُّ: الجالسون.
وقال ابن عباس: الجماعات.