التفاسير

< >
عرض

قُلْ مَن كَانَ فِي ٱلضَّلَـٰلَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ ٱلرَّحْمَـٰنُ مَدّاً حَتَّىٰ إِذَا رَأَوْاْ مَا يُوعَدُونَ إِمَّا ٱلعَذَابَ وَإِمَّا ٱلسَّاعَةَ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَّكَاناً وَأَضْعَفُ جُنداً
٧٥
-مريم

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُلْ مَنْ كَانَ فِى الضّلاَلَةِ } وقوله: { فَلْيُمْدُدْ } لفظه أمر ومعناه إخبار ولكن عبر بلفظ الأمر إيذانا بوقوع المد لا محالة، كالشئ المأمور به الذى يجب امثتاله، أو جاء على طريق الدعاء، كقولك: مَدَّ له الرحمن، أى امدد له يا رحمن أو أمْرُ. تنبيه بالدعاء.
{ لَهُ الرَّحْمنُ مَدّاً } يمهله بطول العمر والتمتع، ليزداد إثماً ويقطع عذره، ويقول لهم:
{ { أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر } فليس المد بما ذكر إكراماً.
{ حَتَّى } غاية للمد أو غاية لقولهم: { أى الفريقين خير } أى يبرحون مفتخرين بذلك حتى الخ. ومن أجاز إخراج إذا عن الظرفية أجاز كون حتى جارة.
{ إِذَا رَأَوْا مَا يُوعَدُونَ إمَّا الْعَذَابَ } فى الدنيا كالقتل والأسر على أيدى المؤمنين. العذاب بدل كل باعتبار ما عطف عليه.
{ وَإمَّا السَّاعَةَ } فينالهم خزى وعذاب فى الحشر والمحشر والنار.
{ فَسَيَعْلَمُونَ مَنْ هُوَ شَرٌّ مَكَاناً } من الفريقين بأَن عاينوا الأمر بعكس ما قدّروا، وأنّ ما متعوا به استدراج لهم. والجملة جواب إذا، إذا جُعلت حتى ابتدائية وهو الصحيح.
وقوله: { من هو شر مكانا } قابل له قولَهم: نحن خير مقاما. وقابل قولَهم: { وأحسن نديا } بقوله: { وَأَضْعَفُ جُنْداً } من حيث إن حسن النَّدِىّ إنما هو باجتماع وجوه القوم وأعيانهم، وظهور قوتهم. والجند: الأنصار والأعوان جنَّدهم الشياطين الجنية والإنسية. وجند المؤمنين: الملائكة.