التفاسير

< >
عرض

يَآأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱسْتَعِينُواْ بِٱلصَّبْرِ وَٱلصَّلاَةِ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّابِرِينَ
١٥٣
-البقرة

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يأيُّها الَّذينَ آمنُوا اسْتَعينُوا }: على دخول الجنة والنجاة من النار، أو على محو الذنوب، أو على العبادات فإن الصبر والصلاة معونة على سائر العبادات مجملة لها وحفظ عن تضييعها.
{ بالصَّبْر }: عن المعاصى واللذات المباحات، وعلى العبادات والمصائب فالصبر حبس النفس على حال يشق عليها.
{ والصَّلاة }: الفريضة بأن تبالغوا جهدكم فى تصحيحها وتصحيح وظائفها وخشوعها، والإتيان بها على وجه أكمل، ككونها أول الوقت، والنافلة بأن ترغبوا فيها، فإن الصلاة أم العبادات، ومعراج المؤمنين، ومنجاة رب العالمين، وقوام الدين، فإنما خصها بالذكر من سائر العبادات لذلك ولتكررها، وقيل: الصبر هنا الصوم لأنه مقرون بالصلاة، وحملهُ بعضهم على الجهاد، والتحقيق ما فسرته به ووجه الاستعانة بالصلاة أنها تفعل على طريق الخضوع والتذلل للمعبود والإخلاص لهُ.
{ إنَّ اللهَ معَ الصَّابِرين }: بالنصر على الأعداء والشياطين والنفس والهوى، وبإجابة الدعاء والعوْن، وهذا عندى دليل على أن رتبة الصبر فوق رتبة الصلاة، إذ ذكرهما معاً، وأفرد الصبر هنا، وقال: { إن الله مع الصابرين } ولم يقل إن الله مع المصلين، وذلك لأن الصبر يدخل فى العبادات كلها الصلاة وغيرها.