التفاسير

< >
عرض

قَالَ كَذٰلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذٰلِكَ ٱلْيَوْمَ تُنْسَىٰ
١٢٦
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ كَذَلِكَ } خبر لمحذوف، أى الأمر كذلك، أى أنت أهل لأن يفعل بك مثل ذلك. وبيَّن سبب تأهله لذلك بقوله:
{ أَتَتْكَ آيَاتُنَا } واضحة نيِّرة { فَنَسِيتَهَا } تركتها غير ناظر فيها، أو المعنى فعلت فعلا مثل ذلك الذى فعلنا بك، من حشرك أعمى.
وفسر ما فعل قوله: { أتتك آياتنا } فنسيتها، فالكاف اسمٌ مفعول لمحذوف أو حذف المنعوت، أو حرف، أى فعلا ثابتا كذلك.
{ وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنْسَى } تُترك فى العمى والعذاب كما تركتَ آياتِنا.
واستدل بعض العلماء بالآية على أن من حفظ القرآن ونسيه فهو كافر كفر نفاق، يحشر أعمى.
وقيل: لا يكفر ما دام يفرزه من الشعر. وهو قول غير واضح، فإنه متميز عن الشعر ولو نسيه أشد نسيان.
والأولى أن يقال: ما دام يفرزه من غيره، أو المراد، ما دام يفرز منه ما على وزن الشعر من الشعر.
وقيل: لا يكفر بنسيانه بل يترك العمل به.
وإن قلت: كيف يصح الاستدلال والنسيان بمعنى الترك فى الآية والكلام على زوال القرآن من الحافظة؟
قلت: نعم لكن إذا ترك درسه زال حفظه.
وقد فسره بعضهم. الإعراض عن الذكر بترك درسه، والنسيانَ بزوال الحفظ عنه.
وأمال حمزة والكسائى أعمى فى الموضعين؛ لأن ألفهما عن ياء.
وأمال أبو عمرو الأول فقط؛ لأنه رأس آية؛ ومحل وقف، فهو جدير بالتغيير.