التفاسير

< >
عرض

أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِّنَ ٱلْقُرُونِ يَمْشُونَ فِي مَسَاكِنِهِمْ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لأُوْلِي ٱلنُّهَىٰ
١٢٨
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَفَلَمْ يَهْدِ لَهُمْ } أفلم يبيِّن الله لكفار مكة أو الرسول صلى الله عليه وسلم القرآن أو الإهلاك المدلول عليه بقوله:
{ كَمْ أَهْلَكْنَا قَبْلَهُمْ مِنَ الْقُرُونِ } وكم للتكثير مفعول لأهلكنا، وقبلهم متعلق بأهلكنا، أى قبل وجودهم، ومن القرون متعلق به أيضا، ومن للابتداء. فافهم.
ومَن أجاز نعت كم الخبرية أجاز كون { من القرون } نعتًا لِكَمْ. فمن للتبعيض.
ويجوز أن تكون للبيان. وعليه فأل للعهد، والجملة مفعول لعهد معلقا بكَم الخبرية؛ فإنها من المعلَّقات.
ومعنى التعليق تسويغ كون المفعول جملة وذلك أن يهدى بمعنى الإخبار والتبيُّن. والإخبار يجوز تعليقه.
وأصل يهدى يرصِّل ويبلَّغ والتوصيل والتبليغ فى الكلام إخبار. ويجوز تفسيره بهذا الأصل.
ويجوز كون الجملة فاعلا ليهد بمعنى يتبين، فهو لازم. والإسناد إنما هو لمضمون الجملة، وهو الإهلاك. وقيل: للجملة.
ويدل على كون الفاعل غير الجملة قراءة بعضهم نهد بالنون.
{ يَمْشَونَ فِى مَسَاكِنِهِمْ } إذا سافروا. وذلك أن قريشا يسافرون إلى الشام، ويمرون بمساكن عاد وثمود وقرى قوم لوط، ويشاهدون آثارهم، أهلكهم الله بسبب تكذيب الرسل.