التفاسير

< >
عرض

قُلْ كُلٌّ مُّتَرَبِّصٌ فَتَرَبَّصُواْ فَسَتَعْلَمُونَ مَنْ أَصْحَابُ ٱلصِّرَاطِ ٱلسَّوِيِّ وَمَنِ ٱهْتَدَىٰ
١٣٥
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قُلْ كُلٌّ مُتَرَبِّصٌ } كل منا ومنكم متربص، فأَنتم تتربصون موتى ونزول الحوادث، وإنّا متربصون بكم الخزى والهوان.
{ فَتَرَبَّصُوا } قيل: منسوخ بآية السيف والحق خلافه.
{ فَسَتَعْلَمُونَ } يوم القيامة.
{ مَنْ أَصْحَابُ الصِّرَاطِ السَّوِىِّ } المعتدل الموصل إلى الجنة { وَمَنِ اهْتَدَى } والضلالة نحن أم أنتم.
وقرئ السواء بمعنى الوسط والجيّد. وقرئ السوء أى القبيح وهم أصحابه.
وقرئ السُّوَىّ بضم السين وفتح الواو وتشديد الياء تصغير السوء أبدلت همزته ياء وأدغمت فيها ياء التصغير.
وقرئ فتمتعوا فسوف تعلمون، لا فتمتعوا فستعلمون، كما هو المتبادر من بعضهم، ومن مبتدأ استفهامية وأصحاب خبره وبالعكس، والجملة فى محل نصب قامت مقام مفعولى تعلم.
وإن جعل بمعنى المعرفة فمقام مفعول وذلك تعليق بالاستفهام ومن مبتدأ استفهامية وجملة اهتدى خبر والمجموع معطوف على مَن أصحاب فيجوز كون الثانية موصولة وجملة اهتدى صلة ومَن معطوفة على أصحاب أو على الصراط، على أن المراد به النبى صلى الله عليه وسلم ويجوز عطفها على محل الجملة كقوله:

وما كنت أدرى قبل عَزَّةَ ما البُكا ولا مُوجعاتِ القلب حتى تولتِ

ولا يشترط لهذا كون العلم بمعنى المعرفة كما قال بعضهم. وقد بسطت المسأَلة فى النحو.
اللهم ببركة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم وببركة السورة أخزالنصارى وأهِنهم واكسر شوكتهم، وغلِّب المسلمين والموحدين عليهم. وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.