التفاسير

< >
عرض

إِلاَّ تَذْكِرَةً لِّمَن يَخْشَىٰ
٣
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إلاّ تَذْكِرةً } استثناء منقطع أى لكن أنزلناه تذكرة والأصل إلا تذكيراً لأن اللام صحيحة وليس بدلا من محل لتشقى؛ لأن الشقاوة غير التذكرة اللهم إلا أن يقال بدل إضراب تابع للمحل؛ فإن تشقى مؤول بمصدر مجرور باللام ومحل المجرور النصب بأنزلنا.
وقرئ ما نزل بالبناء للمفعول ورفع القرآن وليس تذكرة مفعولا لأجله لأن الفعل الواحد لا يتعدى لعلتين إلا بتبع كالعطف كما لابن هشام.
وقال شيخ الإسلام: التحقيق جواز تعديته إليهما، أو إلى أكثر فى غير المقليات كما هنا؛ لأنها علامات. ولا مانع من اجتماع علامات على شئ واحد ومنه فى العقليات للزوم المحال كالجمع بين النقيضين.
ويجوز قطعاً جعله مفعولا لأجله إذا علقت اللام بمحذوف نعت للقرآن أو حال له أى ما أنزل عليك القرآن المنزل لتتعب بتبليغه أو منزلا أو ثابتاً لتتعب بتبليغه لأن تذكرة حينئذ تعليل لمجموع أنزلنا عليك لتشقى.
ومنعُ القاضى إباه سهو. وقيل: تذكرة حال من الكاف أو القرآن على تأويله باسم الفاعل أو تقدير مضاف أو مفعول مطلق لمحذوف والمحذوف حال ولام الجر واجبة فى قوله: { لتشقى } لأن فاعل الشقاء وفاعل الإنزال متغايران.
{ لِمَنْ يَخْشَى } لأنه المنقطع به.
وعن مجاهد: ما أنزلنا عليك القرآن لتشقى فى الصلاة إلا تذكرة لمن يخشى ويتوسط ويداوم وكانوا يعلقون الحبال بصدورهم. وذكروا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى حبلا ممدودا بين ساريتين فى المسجد فقال: ما هذا؟
فقالوا: فلانة تصلى، فإذا غُلبت تعلقت به.
فقال: لتصل ما نشطت أو عقلت، فإذا غُلبت فلتقم.