التفاسير

< >
عرض

قَالاَ رَبَّنَآ إِنَّنَا نَخَافُ أَن يَفْرُطَ عَلَيْنَآ أَوْ أَن يَطْغَىٰ
٤٥
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالاَ } موسى وهارون: { رَبَّنَا إنَّنا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا } أن يعجل بالعقوبة قبل تمام الدعوة وإظهار المعجزة. ومنه الفارط والفَرَط: الذى يسبق إلى الماء يهيئه لأصحابه. وقول المصلى على الطفل: اللهم اجعله لنا فَرَطاً. وفرس فَرَط: يسبق الخيل. والمراد بالعقوبة: القَتل أو ما دونه.
{ أَوْ أَنْ يَطْغَى } يجاوز الحد فى الإساءة بأن يعذبهما ثم يقتلهما أو يثقلهما شر قتلة أو يعذبهما عذاباً شديدا بلا قتل، أو نخاف أن يعاقبنا بشئ أو أن يقتلنا أو المراد بالطغيان: أن يقول فى الله تعالى ما لا ينبغى لجرأته وقسوته. وفى التعبير عن لفظ ما يقوله بالطغيان أدب وتنزه عن النطق بالعظيمة.
وقرئ يُفْرَطَ بالبناء للمفعول من أفرطه غيره، أى نخاف أن يحمله حامل على المعاجلة بالعقوبة من شيطان إنسى من القبط أو غيرهم أو جنى أو من نفسه لجبروته واستكباره وادعائه الربوبية وحب الرياسة.
وقرئ يُفْرِط بضم الياء وكسر الراء مبنيًّا للفاعل من الإفراط اللازم بمعنى المبالغة فى الأذى والطغيان بعده أشد.