التفاسير

< >
عرض

فَأُلْقِيَ ٱلسَّحَرَةُ سُجَّداً قَالُوۤاْ آمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَىٰ
٧٠
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ فَأُلْقِىَ السَّحَرَةُ } أى ألقاهم تلقُّفُ العصى الذى هو معجزة دالة على الله { سُجَّدًا } لله تعالى على الأرض بوجوههم توبة وتعظيما للمعجزة جمع ساجد.
وإنما أسندنا الإلقاء للتلقف لأنه السبب، أو الأصل: ألقاهم الله سجدا بسبب التلقف.
قال جار الله: سبحان الله ما أعجب أمرهم! ألقوا حبالهم وعصيهم للكفر والجحود، ثم ألقوا رءوسهم بعد ساعة للشكر والسجود. فما أعظم الفرق بين الإلقاءين.
وروى أنهم لم يرفعوا رءوسهم حتى رأوا الجنة وثواب أهلها، والنار وعقاب أهلها.
وعن عكرمة: لما خروا سجدا أراهم الله سبحانه فى سجودهم منازلهم التى يصيرون إليها فى الجنة.
{ قَالُوا أمَنَّا بِرَبِّ هَارُونَ وَمُوسَى } قدم هارون لكبر سنه أو للفاصلة، أو لأن فرعون ربّى موسى فى صغر سنه، فلو اقتصروا على موسى وقدموه فربما توهم السامع وقتئذ أن المراد يا رب فرعون - لعنه الله، وأن ذكر هارون استتباع، أو تعميم لربوبيته. وهذا تحقيق الكلام فى هذا المقام.