التفاسير

< >
عرض

إِنَّآ آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا وَمَآ أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ ٱلسِّحْرِ وَٱللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ
٧٣
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ إنَّا آمَنَّا بِرَبِّنَا لِيَغْفِرَ لَنَا خَطَايَانَا } كبائرنا وصغائرنا.
{ وَمَا أَكْرَهْتَنَا عَلَيْهِ مِنَ السِّحْرِ } عطف على خطايانا. ويؤخذ منه أنه خير للإنسان أن يموت ولا بسحر ولا يتعلمه؛ فإنهم طلبوا الغفران لما فعلوا من السحر وتعلمه وهم عليه مكرهون. كذا ظهر لى.
وإن قلت: كيف أكرههم وهم جاءوا مختارين؟
قلت: قيل: أكرمهم أولا على تعلم السحر. فالمراد على هذا بالإكراه على تعلم السحر. قيل: كانوا اثنين وسبعين: اثنان من القبط، وسبعون من بنى إسرائيل.
وقيل: قالوا لفرعون: أرنا موسى نائماً ففعل، فرأوا عصاه تحرسه. فقالوا له: ما هو ساحر. الساحر إذا نام بطل سحره، فأَبى إلا أن يعارضوه ويستعملوا سحرهم.
{ وَاللهُ خَيْرٌ } ثواباً. { وَأَبْقَى } عقاباً. وفيه رد لقول فرعون:
{ أينا أَشد عذاباً وأبقى } وقيل: خير منك يا فرعون ومما تدعونا إليه.
واختلفوا: هل أنفذ فرعون وعيده فيهم؟
ويدل على أنه أنفذه قوله صلى الله عليه وسلم: كانوا أول النهار سحرة وآخر النهار شهداء رواه الشيخ هود -رحمه الله ، وذلك آخر السحرة.
وقيل: ما يأتى أيضاً من كلامهم، وعظوا به فرعون.