التفاسير

< >
عرض

يٰبَنِي إِسْرَائِيلَ قَدْ أَنجَيْنَاكُمْ مِّنْ عَدُوِّكُمْ وَوَاعَدْنَاكُمْ جَانِبَ ٱلطُّورِ ٱلأَيْمَنَ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ ٱلْمَنَّ وَٱلسَّلْوَىٰ
٨٠
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَا بَنِى إسْرَائِيلَ } خطاب لهم بعد أنجائهم من البحر، وإغراق فرعون ومَن معه على إضمار قلنا أو خطاب للذين منهم، فى عهد النبى صلى الله عليه وسلم بما فعل بآبائهم، فلا يقدَّر القول. والأول أولى، وإضمار القول كثير.
{ قَدْ أنْجَيْنَاكُمْ } وقرأ حمزة والكسائى قد أنجيتكم { مِنْ عَدُوِّكُمْ } فرعون وقومه. { وَوَاعَدْنَاكُمْ } وقرئ وواعدتكم { جَانِبَ } وقرأ بعض ووعدناكم، وبعض ووعدتكم { الطُّور } الجبل { الأَيْمَنَ } نعت جانب، لنؤتى موسى التوراة فيه، للعمل بها، وللمناجاة.
وإنما عدَّ المواعدة على بنى إسرائيل أبو عمرو وأبو جعفر ويعقوب، مع أنها لموسى أو له وللسبعين المختارين لكون موسى والسبعين منهم وفهم ولعود ذلك إليهم وذلك الطور هو طور سيناء.
وقرئ بجر الأيمن، مع أنه نعت للجانب، لجواره المخفوض، وهو الطور ومعنى كونه مجرورا أنه على صورة المجرور، وإلا فكسرته ليست إعرابا، كما أنها لم تكن ياء، ولكنها للمناسبة ونصبه مقدر.
ويجوز على هذه القراءة أن يكون نعتا للطور لما فيه من اليُمن، أو لأنه على يمين مَن يمشى فى الجادَّة.
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ } الترنجبين ينزل عليهم مثل العسل فى محلتهم فى التيه من طلوع الفجر إلى طلوع الشمس { وَالسَّلْوَى } الطير المسمَّى السُّمانى بالقصر.