التفاسير

< >
عرض

وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحَاً ثُمَّ ٱهْتَدَىٰ
٨٢
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِنِّى لَغَفَّارٌ } كثير الغفران وعظيمه، ففيه ترجية { لِمَنْ } لذنوبه، فهو بتقدير مضاف. ويحتمل بيان إن لا تقديرا، أى لا أظهره على رءوس الأشهاد بالفضيحة، واللام للتقوية عائدة لغفار.
{ تَابَ } من الشرك { وَآمَنَ } وحَّد الله. وفيه تأكيد؛ فإن من تاب من الشرك قد آمن.
{ وَعَمِلَ صَالِحًا } أدى الفرض الذى هو عمل الواجبات، وترك المحرمات { ثُمَّ اهْتَدَى } علم أن ذلك توفيق من الله تعالى.
وقيل: لزم ذلك إلى الموت.
وقيل: علم أن لذلك ثوابا.
وقيل: أقام على السنّة بإزالة الاعتقاد الفاسد عن قلبه، كالطمع فى دخول الجنة بمجرد الإيمان دون العمل، وكادعاء رؤية البارى. والله أعلم بمراده. وهذه شروط الغفران أيضا للكبائر التى ليست بشرك.
ويحتمل أن يكون معنى الآية: وإنى لغفار لكبائر الشرك، وكبائر النفاق، لمن تاب منها، وآمن بكل ما يجب الإيمان به إيمانا خالصا؛ فإن كان مشركا فليؤمن إيمانا خالصا، وإن كان قد آمن إيمانا غير خالص فليؤمن إيماناً خالصاً، وعمل صالحا معتبراً، وهو الذى لم يعقبه بما يفسده من الكبائر. ولزم على ذلك إما الجمع بين الحقيقة والمجاز، أو الجمع بين معنيين كلمة أو عموم المجاز ويبنى على جواز ذلك.