التفاسير

< >
عرض

وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِن قَبْلُ يٰقَوْمِ إِنَّمَا فُتِنتُمْ بِهِ وَإِنَّ رَبَّكُمُ ٱلرَّحْمَـٰنُ فَٱتَّبِعُونِي وَأَطِيعُوۤاْ أَمْرِي
٩٠
-طه

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَلَقَدْ قَالَ لَهُمْ هَارُونُ مِنْ قَبْلُ } قبل رجوع موسى، كما يناسبه حتى يرجع ألينا موسى، أو قبل قول السامرى، كأنه أول ما وقع عليه بصره، حين طلع من الحفرة، توهم أنهم يُفتنون به ويعبدونه، فبادر يحذرهم.
{ يَا قَوْمِ إِنَّمَا فُتِنْتُمْ بِهِ } بالعجل. الحصر واقع على الفتن، أى ما أمْر العجل إلا فتنة، أو على { به } أى ما فتنتم عن التوحيد إلى الشرك إلا به؛ بإنهم ولو صدر منهم شئ قبله لم يقع موقع العجل فى التعظيم وكثرة الأتباع، وهو أولى لأن الغالب كون المقصور عليه بعد إنما هو المتأخر.
{ وَإنَّ رَبَّكُمُ الرَّحْمَنُ } لا غيره، كما يفيده تعريف الطرفين.
{ فَاتَّبِعُونِى } فى عبادة الله.
وقيل: إلى الطور الذى وعدكم الله إليه { وَأَطِيعُوا أَمْرِى } فى عبادة الله عز وجل، أو فى الذهاب إلى الطور، أو فى الثبات على الدين وهو قريب من الأول
ولله دره ما أحسن كلامه! أظهر لهم أولا أنهم قد أخطأوا الطريق وفتنوا عنه، ودلهم عليه ثانيا.
وعبر بالرحمن فى دلالته إشعاراً بأنه جل وعلا كثير الرحمة فهو يقبل توبة من تاب ويثيبه، وأخبرهم ثالثا بأنه عارف بالدلالة على الطريق الموصل للجنّة، من حيث إنه نبى فلا يبقى لهم اتباعه فى الأصل وطاعته فى الفروع. كذا ظهر لى بفضل الله، وإنى لعاجز