التفاسير

< >
عرض

لَوْ أَرَدْنَآ أَن نَّتَّخِذَ لَهْواً لاَّتَّخَذْنَاهُ مِن لَّدُنَّآ إِن كُنَّا فَاعِلِينَ
١٧
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَوْ أَرَدْنَا أَنْ نَتّخِذَ لَهْوًا } ما يلتهى به من زوجة وبنين وبنات وغير ذلك { لاَتّخَذْنَاهُ مِنْ لَدُنّا } من عندنا مما يليق لحضرتنا، أو من جهة قد تنا، لا من الأشياء التى مثلها عندكم تعرفونها، مثل الزوجة من الحور العين - حاشاه. وفى ذلك رد على من يقول: عزير أو عيسى ابن الله ومن يقول: الملائكة بناته.
وقال الحسن: اللهو: المرأة بلغة اليمن. وعن ابن عباس: إنه الولد. وروى عنه أيضا: إنه المرأة.
وقيل: من لَدُنّا: من الملائكة؛ لا من الإنس، ردًّا لولادة عيسى وعزير عليهما السلام، ولكن اقتضت الحكمة أن لا نتخذ لهواً؛ لأنه نقصان.
وفى كتاب لبعض أصحابنا: لا يقال: الله قادر على اتخاذ الولد والزوجة، ولا غير قادر. وصرح بعض قومنا بجواز ذلك.
{ إِنْ كُنَّا فَاعِلِينَ } لكنا لا نفعل؛ لأنه لم تسبق به إرادتنا. وليس هذا تأكيدا؛ فإن الإرادة غير الفعل، وإن شرطية.
وقيل: نافية، أى ما كنا فاعلين لامتناع إرادتنا لذلك قال القاضى: والجملة كالنتيجة للشرطية، وعلى أنّ إنْ شرطية، جوابها محذوف، دل عليه اتخذناه.