التفاسير

< >
عرض

وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِّن قَبْلِكَ ٱلْخُلْدَ أَفَإِنْ مِّتَّ فَهُمُ ٱلْخَالِدُونَ
٣٤
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَا جَعَلْنَا لِبَشَرٍ مِنْ قَبْلِكَ الْخُلْدَ } فى الدنيا ولا أنت ولا هم إلا عرضة للموت. فكيف يتربصون موتك ويتمنونه؟! نزلت حين قالوا: نتربص به ريب المنون قال الشاعر:

فقل للشامتين بنا أفيقواسيلقى الشامتون كما لقينا

قال كعب:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته يوما على آلة حدباء محمول

وروى أن ركان الأعمى قد انقطع إلى آل برمك، ولما أمر الرشيد بقتل يحيى بن جعفر، ودخل عليه القاتل، فوجد عنده ركان الأعمى يغنيه:

فلا تحزن فكل فتى سيأتىعليه الموت بطرق أو بنادى

فقال: فى هذا، والله أتيناك. ثم أمسك بيد جعفر فأَقامه، وضرب عنقه.
فقال أبو ركان: ناشدتك الله إلا ألحقتنى به.
فقال له: ما الذى حملك على هذا؟دقال: أغنانى عن الناس.
فقال: حتى أستأمر أمير المؤمنين، وأخبره بخبره
فقال: هذا رجل فيه مطمع اضمه إليك. وانظر ما كان جعفر يجزيه عليه فأَجْرِه عليه.
{ أَفَإِنْ مِتَّ فَهُمُ الخَالِدُونَ } الهمزة لإنكار الخلود، وهى مما بعد الفاء العاطفة.