التفاسير

< >
عرض

وَتَقَطَّعُوۤاْ أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ كُلٌّ إِلَيْنَا رَاجِعُونَ
٩٣
-الأنبياء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَتَقَطَّعُوا أَمْرَهُمْ بَيْنَهُمْ } أى تقطَّع بعض المخاطبين أمر دينهم، متخالفين فيه. وهم طوائف اليهود والنصارى، افترقت اليهود سبعين فرقة، وكذا النصارى، كلٌّ فى النار إلا واحدةً وافترقت هذه الأمة على ثلاث وسبعين، كلٌّ فى النار إلا واحدة.
وروى: كلٌّ فى الجنة إلا واحدة.
والأصل: فتقطعتم أمركم بينكم فنقل الكلام من الخطاب للغيبة، وفى ذلك تقبيح افتراق هؤلاء إلى مَن سوهم، وهو فائدة الالتفات، كأنه قال: ألا ترون إلى عظيم ما ارتكبوا فى دين الله، جعلوا أمر دينهم قطعا، كما توزّّع الجماعة شيئًا وتفرِّقه، ويكون لكل واحد نصيب، وذلك تمثيل لاختلافهم وصيرورتهم فرقا.
قال أبو البقاء: نُصِب الأمر على تقدير: { فى } أو هو مفعول لتقطَّعوا بمعنى قطعوا، أى فرقوا أمرهم، فكل يلعن آخر.
{ كُلٌّ } من المتقطعين { إِلَيْنَا رَاجِعُونَ } فنجازيهم بأعمالهم.