التفاسير

< >
عرض

يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّآ أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى ٱلنَّاسَ سُكَارَىٰ وَمَا هُم بِسُكَارَىٰ وَلَـٰكِنَّ عَذَابَ ٱللَّهِ شَدِيدٌ
٢
-الحج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ يَوْمَ } متعلق بتذهل { تَرَوْنَهَا } اي الساعة أو الزلزلة ورؤيتهما عبارة عن حضورهما بمشاهدة اثرهما.
{ تَذْهَلُ } تشتغل بسببها * وتغفل المدهشة { كُلُّ } وقرئ ببناء (تَذْهَل) للمفعول وقرئ (تُذْهِل) بضم التاء وكسر الهاء ونصب كل اي { تَذْهَل السَّاعَةِ } أو (الزلزلة) كل { مرضعة } بالفعل لا بالقوة والامكان ولذا قرئ بالتاء مع ان الارضاع يختص بانثى { عَمَّآ أَرْضَعَتْ } ما (مصدرية) اي (عن ارضاعها) ويضعف جعل ما موصولاً اسمياً لوقوعها على العالم * { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ } صاحبة { حَمْلٍ } جنين وكذا حمل الشجرة بفتح الحاء واما ما يحمل في الظهر فبالكسر { حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ } يا محمد لو كنت حاضراً أو ليرد حقيقة الرؤية لكن أراد تهويل الأمر أو الخطاب لكل من تمكن منه الرؤية وقرئ بضم التاء وفتح الراء من ارى الثلاثي المتعدي لثلاثة الأول ضمير نائب والثاني الناس والثالث سكارى وقرئ كذلك مع رفع { النَّاسَ } من راى الثلاثي المتعدي لاثنين الأول الناس النائب والثاني سكارى وأنث الناس على هذه القراءة لأنهم جماعة ويصح على القراءة الثانية كونه ارى الرباعي المبني للمعقول الشائع تفسيره بالظن المبني لفاعل أو للمفعول أي يجعل ظانا وقرئ بضم التاء وكسر الراء أي الساعة أو الزلزلة وانما قال هنا ترى وقال هناك ترونها لأن الزلزلة يراها الجميع واثر السكر يراه كل على غيره { سُكَارَى } لشدة الخوف { وَمَا هُمْ بِسُكَارَى } من الشرب أو تراهم كأنهم سكارى وما هم بسكارى حقيقة.
وقراءة حمزة والكسائي { سُكَارَى وَمَا هُمْ بِسُكَارَى } بفتح السين واسكان الكاف لأن السكر من العلل، كالجرب والصرع والبرص فانه علة لتغير العقل وقرا الاعمش بضم السينين واسكان الكافين وهو غريب { وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ } ازال تمييز عقولهم لعظمه حتى انها لتضع ثديها فى فم ولدها فترى الزلزلة أو الساعة نزعته وذهلت عن الولد.
قال الحسن: تذهل المرضعة عن ولدها بغير فطام وتضع الحامل ما في بطنها لغير تمام.
وروي لغير عام وذلك ان كان في الدنيا فحقيقة وتقوم الساعة بعد ذلك وليس فيهم الا بالغ كافر وان كان ذلك قيام الساعة فالمراد تعظيم الامر بحيث لو كان هناك رضيع لغفلت عنه امه أو جنين لاسقط.