التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ ٱللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ وَٱلصَّٰبِرِينَ عَلَىٰ مَآ أَصَابَهُمْ وَٱلْمُقِيمِي ٱلصَّلَٰوةِ وَمِمَّا رَزَقْنَٰهُمْ يُنفِقُونَ
٣٥
-الحج

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الَّذِينَ إِذَا ذُكِرَ اللَّهُ وَجِلَتْ قُلُوبُهُمْ } خافت قلوبهم هيبة لاشراف جلاله عليها ومراقبة لربهم وقوة في اليقين { وَالصَّابِرِينَ عَلَى مَآ أَصَابَهُمْ } من البلايا والتكاليف يصبرون على فعل الطاعة وترك المعصية والمصائب في الأموال والانفس والاولاد والاعراض وغير ذلك من الله بلا واسطة مخلوق أو منه بواسطته مع ان لهم ان ينتصروا من المخلوق { وَالمُقِيمِي الصَّلاَةِ } المحافظون عليها وقتا وطهارة وخشوعا والمراد صلاة الفرض.
و(المقيمي) جمع مذكر سالم حذفت نونه للاضافة فيائه للساكن بعدها ولو ثبت في الخط.
وقرئ بنصب الصلاة على ان النون حذفت لمجرد التخفيف لا للاضافة.
كما قرأ ابن مسعود (والمقيمين الصلٰوة) باثبات النون ونصب (الصلٰوة) { وَمِمَّا رَزْقَنَاهُمْ يُنْفِقُونَ } في وجوه الخير.
وقيل: المراد الزكاة وعليها جرى الشيخ هودرحمه الله .
روى المخالفون ان الآية { وبشر المخبتين } إلى (ينفقون) نزلت في ابي بكر وعمر وعثمان وعلي وذلك من عطف الصفات لموصوف واحد كقولك: (جاء زيد العالم والجواد الشجاع) ويجوز ان يراد بكل واحدة موصوف لم يرد بالاخرى مع ان تلك الصفات كلها في كل واحد ولكن ذكر كلا بالصفة التي بالغ فيها.