التفاسير

< >
عرض

أَمْ لَمْ يَعْرِفُواْ رَسُولَهُمْ فَهُمْ لَهُ مُنكِرُونَ
٦٩
-المؤمنون

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَمْ جَآءَهُم مَّا لَمْ يَأْتِ آبَآءَهُمُ الأَوَّلِينَ } فانكروه واستبعدوه بلى جاءهم ما جاء آباءهم قبلهم ارسلنا إليهم رسلا وكتبا بالتوحيد كما ارسلناك اليهم به وبالكتاب أو المعنى ام جاءهم من عذاب الله ما لم يجئ آباءهم الاقدمين كاسماعيل فآمنوا وصدقوا واطاعوا فلم يخافوا كما خاف آباؤهم ومن آبائهم ربيعة ومضر وغيرهما.
وعنه صلى الله عليه وسلم
"لا تسبوا مضر ولا ربيعة فانهما كانا مسلمين ولا تسبوا قسا فانه كان مسلما ولا تسبوا الحارث بن كعب ولا اسد بن خزيمة ولا تميم بن مر فانهم كانوا على الاسلام وما شككتم فيه من شيء فلا تشكوا في أَن تبعا كان مسلما" وفي رواية في "ان ضبة كان مسلما" وكان على شرطة سليمان بن داوود عليهما السلام.
ويجوز ان يراد بالاباء مطلق المتقدمين كنوح وغيره إذ الناس في الجملة اخرهم من أولهم * { أَمْ لَمْ يَعْرِفُوا رَسُولَهُمْ } في كبره وصغره بالامانة وكمال العقل والصدق والوفاء وحسن الخلق والعلم مع عدم التعلم وغير ذلك مما هو صفة الانبياء وصحة نسبه وكونه خير نسب.
{ فَهُمْ لَهُ مُنْكِرُونَ } لعدم معرفتهم به اما إذا عرفوه بذلك وكانوا يسمونه الامين فكيف لا يصدقونه ولو لم تكن له تلك الدلائل لم يصح انكار دعواه قبل ظهور امتناعها بحسب النوع أو الشخص أو بحيث عما يدل عليه اقصى ما يمكن.
وفي الخطبة التي خطبها ابو طالب في نكاح خديجة وما تنكره الرهبان ما يكفي صراحه والفاء للسببية وعطف الجملة الاسمية على حرف النفي وما بعده اي (امرا نكروه) لعدم معرفتهم له والاستفهام للتقرير لما بعد النفي أو لانكار النفي والتقرير حمل المخاطب على القرار بما يعرفه وان شئت فقل التحقيق أي عرفوه البتة والانكار (ما) للتوبيخ وهو فيما وقع ولا ينبغي ان يقع أو فيما يقع ولا ينبغي ان يقع أو للتكذيب نحو (فاصفاكم ربكم بالبنين) وهذه قاعدة فاجر عليها.