التفاسير

< >
عرض

لَّوْلاَ جَآءُوا عَلَيْهِ بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ فَإِذْ لَمْ يَأْتُواْ بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَـٰئِكَ عِندَ ٱللَّهِ هُمُ ٱلْكَاذِبُونَ
١٣
-النور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَّولاَ } توبيخ وتنديم * { جَآءُو } اي العصبة * { عَلَيْهِ } اي على الافك اي الذي قلنا انه افك * { بِأَرْبَعَةِ شُهَدَآءَ } وهذا إلى قوله الكاذبون من مفعول القول تقريرا لكونه كذاب فان ما لا حجة عليه كذب كما قال.
{ فَإِذْ لَمْ يَأْتُوا بِالشُّهَدَآءِ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الكَاذِبُونَ } اي يحكم عليهم بالكذب في الحكم الذي امر الله به عباده من ان من قال في احد بهتانا ولا بينة له يحكم عليه بالكذب في حكم الله وشريعته سبحانه وتعالى سواء كذبه في نفس الامر ايضا كما في رامي عائشة فانه كاذب في حكم الله الذي وقع بين الناس وفي غيبة وهو المراد في الآية أو في الحكم فقط وهذا بان يصدق في قوله ولا بينة له.
ومن قذف ولو صخرة وجب زحره وذمه فكيف من قذف امرأة محصنة مسلمة وكيف من قذف ام المؤمنين رضي الله عنها الصديقة بنت الصديق حرمة رسول الله صلى الله عليه وسلم وحبيبة حبيب الله وفي ذلك تعنيف لمن سمع الافك ولم يجتهد في انكاره.
وإذا ان قلنا حرف تعليل فلا اشكال وان قلنا حرف زمان تعلقت بمحذوف خبر لاولئك كما يأتي في عند والفاء صلة لتضمن اذ معنى الشرط وجعلها بعض ظرف زمان اسم شرط والفاء في جوابها وعند متعلق بخبر محذوف اي كاذبون عند الله لا بالكاذبون لئلا يلزم تقديم معمول صلة الموصول عليه الا ان جعلنا ال في الاوصاف حرف تعريف فلا مانع من تعليق عند بـ (الكاذبون).
واجاز بعضهم تقديم معمول صلة (ال) على (ال) وعلى الاول يكون هم الكاذبون مستأنفا أو خبر ثانيا فائدته التنبيه على ان كذبهم كامل حتى ان غيره من الكذب بالنسبة إليه كلا كذب وعلى غير الاول جملة هم الكاذبون خبر أولئك واعلم ان همزة اولئك مضمومة والواو بعدها زائدة في الخط.
لاحظ لها في الاصالة ولا في النطق وانما هي كواو عمرو ويدل على ذلك ضبطها في كتبنا بحلقة حمرا فانها لو كانت من حروف الكلمة الاصلية أو الزائدة لم تسكن سكونا حيا في الخط أي لا تسكن الواو سكونا حيا بعد ضمة ولا الياء بعد كسرة لو لم تضبط بتلك الحلقة لتوهم انها حرف تمد به الهمزة مدا مثل مد همزة أو من مد مدا طبيعيا.