التفاسير

< >
عرض

وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِٱللَّهِ وَبِٱلرَّسُولِ وَأَطَعْنَا ثُمَّ يَتَوَلَّىٰ فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذٰلِكَ وَمَآ أُوْلَـٰئِكَ بِٱلْمُؤْمِنِينَ
٤٧
-النور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَقُولُونَ آمَنَّا بِاللَّهِ وَبِالرَّسُولِ وَأَطَعْنَا } اي يقول المنافقون صدقنا بتوحيد الله وبرسالة محمد واطعناهما.
قال الحسن: كان الرجل منهم يكون بينه وبين الرجل من المؤمنين خصومة فيدعوه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فان علم ان الحق له جاء معه إلى النبي صلى الله عليه وسلم وان علم ان عليه لم يجيء اليه.
وروي انها نزلت في بشر المنافق وخصمه اليهودي حين اختصما في ارض فجعل اليهودي يجره إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم والمنافق يجره إلى كعب بن الاشرف ويقول ان محمدا يحيف وكان المنافق مبطلا.
وروي ان المغيرة بن وائل كان بينه وبين علي خصومة في ماء وارض فقال المغيرة: اما محمد فليست آتيه ولا احاكم إليه فانه يبغضني واخاف ان يحيف علي.
{ ثُمَّ يَتَولَى } يعرض عن طاعة الله ورسوله والامتناع عن قبول الحق قال صلى الله عليه وسلم:
"من دعي الى حكم المسلمين ولم يجب فهو ظالم" { فَرِيقٌ مِّنْهُمْ مِّن بَعْدِ ذَلِكَ } من بعد قولهم آمنا { وَمَا أُولَئِكِ بِالمُؤْمِنينَ } المعهود الموافق قلوبهم السنتهم والاشارة إلى جميع المنافقين القائلين: (آمنا بالله وبالرسول واطعنا) فانهم المراد للقائلين اخبرنا الله ان جميع هؤلاء القائلين منتف عنهم الايمان أو الاشارة إلى الفريق المتولي وحده سلب الايمان عنه لتوليه