التفاسير

< >
عرض

لَّيْسَ عَلَى ٱلأَعْمَىٰ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى ٱلْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُواْ مِن بُيُوتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ ءَابَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ إِخْوَٰنِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخَوَٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَٰمِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّٰتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَٰلِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَٰلَٰتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُمْ مَّفَاتِحهُ أَوْ صَدِيقِكُمْ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَن تَأْكُلُواْ جَمِيعاً أَوْ أَشْتَاتاً فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً فَسَلِّمُواْ عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ ٱللَّهِ مُبَٰرَكَةً طَيِّبَةً كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ ٱللَّهُ لَكُمُ ٱلأيَٰتِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ
٦١
-النور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَّيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلاَ عَلَى الأَعْرَجِ } معوج الاعضاء لكسر أو غيره * { حَرَجٌ ولاَ عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ وَلاَ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَن تَأْكُلُوا } اي في ان تأكلوا (وفي) متعلقة مما تعلق به على الاعمى وهو الاستقرار او متعلق (بعلى الاعمى) لنيابته عن الاستقرار والخطاب في { تَأكُلُوا } يعم من خوطب بالكافات والتاء في ملكتم ويعم الاعمى والاعرج والمريض من تغليب المخاطب على الغائب.
{ مِن بُيُوتِكُمْ } اي البيوت التي تنسب اليكم سواء كانت لكم أو كانت لازواجكم وكن فيها أو غلقت أو كانت لاولادكم وولد الرجل بعضه وحكمه حكمه وفي الحديث
"إِن أَطيب ما يأكل المرء من كسبه وإِن ولده من كسبه"
وقوله: "انت ومالك لابيك" على ما فيه من بسط في الفقه وسبب لاكل القرابة والولد اقرب من عدد من القرابات.
{ أَوْ بُيُوتِ آبَآئِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أُمَّهَاتِكُمْ أَو بَيُوتِ إِخْوَانِكُمْ أَوْ بَيُوتِ أَخَوَاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَعْمَامِكُمْ أَوْ بُيُوتِ عَمَّاتِكُمْ أَوْ بُيُوتِ أَخْوَالِكُمْ أَوْ بُيُوتِ خَالاَتِكُمْ أَوْ مَا مَلَكْتُم مَّفَاتِحَهُ } تصرفه سميت التصرف مفتحا وذلك ما يكون تحت يد الانسان من صيعة أو ماشية أو مال بوكالة أو بمؤاجرة أو يحفظ أو يؤخذ منه لبن وتمر ونحوهما والمفتح ما يفتح به الشيء شبه مال الرجل من التصرف في المال بالمفتاح.
وقيل: المراد بيوت المماليك لان مال العبد لمولاه.
وقال الضحاك: المراد الذي لكم مختصين به عن سائر العيال عندكم مفتاحه.
وقرأ بعضهم (مفتاحه).
وقرأ سعيد بن جبير { وما ملكتم مفاتيحه } البناء للمفعول وتشديد اللام وبباء بين التاء والحاء.
{ أَوْ صَدِيقِكُم } أي أو بيوت صديقكم والصديق بمعنى الاصدقاء هنا فانه يطلق على الواحد والجماعة كالخليط والعد.
واباح الله للاصحاء ان يأكلوا من بيوت من ذكر وان يطعموا الاعمى والاعرج والمريض منها.
روي انهم كانوا يدخلون على الاصحاء لطلب الطعام فاذا دخلوا على رجل ولم يكن عنده شيء ذهب بهم إلى بيت ابيه أو امه أو من سمى الله فكانوا يتحرجون بذلك فيقولون ذهب بنا إلى غير بيته فنزلت الآية.
وربما كان للمطعمين لهؤلاء من تلك البيوت ايضا تحرج في قلوبهم والآية منسوخة فليس لك ان تأكل ولا ان تطعم من ذكر الا من مالك.
وقيل: المراد الاطعام والاكل من مال الغير بدلا له أو بقرينة تبين ان صاحب المال مجيز فلا نسخ.
وقيل: المراد ليس على الاعمى حرج ولا على الاعرج حرج ولا على المريض حرج في مؤاكلة مقابليهم ولا على انفسكم ان تأكلوا من بيوت آبائكم الخ بدلالة أو قرينة.
قال ابن عباس رضي الله عنه: لما انزل الله عز وجل
{ يا أيها الذين آمنوا لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } تحرج المسلمون عن مؤاكلة المرضى والعميان والعرجى وقالوا الطعام افضل الاموال وقد نهى الله عن اكلها بالباطل والاعمى لا يبصر موضع الطعام الطيب والاعرج لا يتمكن من الجلوس ولا يستطيع المزاحمة على الطعام والمريض يضعف عن التناول ولا يستوفي من الطعام حقه (وعلى) بمعنى في اي ليس في الاعمى حرج اي ليس عليكم في مؤاكلة حرج وهكذا قيل كان العميان والعرجان والمرضى يتحرجون يتحرج الاعمى عن اكل اطيب الطعام ومن بين ايدي الناس وان تسبق يده والعرجان يتحرجون ان يأخذوا مواضع واسعة وكان الناس يستقذرون الاكل مع المرضى والعرجى ايضا ويستقذرون الاكل مع المريض إذ لا يخلو من رائحة تؤذي من عرق أو جرح أو من سائل انف أو نحو ذلك فيتحرج عن ان يضر الناس فنزلت الآية.
فعلى هذا القول (على) للاستعلاء كما في القول الاول.
وقيل: كان المسلمون اذا عزوا دفعوا مفاتيحهم لهم ولاقاربهم ويبيحون لهم الاكل فتحرجوا فنزلت الآية.
خرج الحارث بن عمرو غازيا وخلف مالك بن زيد في بيته وماله ولما رجع رآه مجهودا وقال: ما اصابك؟ قال: لم يكن عندي شيء ولم يحل لي ان آكل من مالك فنزلت اباحة لهم ان يأكلوا من بيوت من استخلفهم.
وقيل المعنى ليس على هؤلاء الاصناف حرج في التخلف عن الغزو ولا على الاصحاء في الاكل من البيوت المذكورة فالكلام تم في ولا على المريض حرج.
والقول الآخر لا يلائم ما قيل ولام بعد لانما قيل في التحفظ والاستئذان ما بعد في الاكل ولكن ذلك جائز مثل ان يستفتيك مسافر عن الافطار في رمضان وحاج مفرد عن تقديم الحلق على النحر فتقول ليس على المسافر حرج في الافطار ولا عليك ياحاج ان تقدم الحلق.
وورد في الاكل من مال الصديق ان معمرا قال لقتادة: لا تشرب من هذا الجب قال: انت لي صديق فما هذا الاستئذان قال: النقاش.
عن ابن عباس: الصديق اوكد من القريب الا ترى استغاثة الجهنميين
{ فما لنا من شافعين ولا صديق حميم } ودخل الحسن داره واذا حلقة من اصدقائه وقد استلوا سلالا من تحت سريره فيها الخبيص واطيب الاطعمة وهم مكبون عليها يأكلون فتهللت اسارير وجهه سرورا وضحك وقال: هكذا وجدناهم هكذا وجدناهم يريد كبراء الصحابة ومن لقيهم من البدريين.
وكان الرجل منهم يدخل دار صديقه وهو غائب فيسأل جاريته كيسه فيأخذ ما شاء فاذا حضر مولاها فاخبرته اعتقها سرورا بذلك.
قال الحسن: كنا في بيت صحابي فتناول منا رجل بسرا وقال لصاحب البيت: قد تناولت بسرا فقال هو لك حلال وان لم تذكره لانك من اخي.
وعن جعفر بن محمد من عظم حرمة الصديق جعله الله تعالى من الانس والثقة والانبساط وطرح الحشمة بمنزلة النفس والاب والاخ والابن وقالوا: إذا دل ظاهر الحال على رضى المالك قام ذلك مقام الاذن الصريح وربما سفح الاستئذان وثقل كمن قدم اليه طعام استاذن صاحبه في الاكل منه.
واختلف اصحابنا في الاكل بالدلالة فاجيزت ومنعت واجيزت بشرط ان يتيقن انه لو وجده صاحب المال يأكل لرضي واجيزت بشرط ذلك وبشرط ان يسر صاحب المال أكل وتمنع اتفاقا ان علم منعا أو كراهية ولم يظن انه يرضى.
ودخل صلى الله عليه وسلم دار بريرة فأكل طعامها وهي غائبة وكان الحسن عند بقال يوما فجعل ياخذ التين والفستق فيأكل فقال له هشام: ما بدالك في الورع يا ابا سعيد فقال: يا لكع اتل عليّ آية الاكل فتلا { وَلاَ عَلَى أَنْفُسِكُمْ } إلى { وصديقكم } فقال الصديق من استروحت إليه النفس واطمأن اليه القلب.
وكان الشافعي عند الزعفراني ببغداد وكان الزعفراني يكتب في كل يوم رقعة بما يطبخ من الالوان ويدفع إلى الجارية فاخذها منها الشافعي يوما وزاد فيها لونا آخر فعرف الزعفراني ذلك فاعتق الجارية سرورا بذلك.
فائدة: قال القاضي: كان الاكل من بيوت هؤلاء مباحا في أول الاسلام فنسخ او ابيح إذا علم رضى صاحب البيت بإذن أو قرينه فلا احتجاج في الحقيقة به على ان لا قطع بسرقة مال من ذكر في الآية (انتهى بتصرف).
وعن بعضهم: نسخت الآية بقوله تعالى
{ لا تأكلوا أموالكم بينكم بالباطل } ويرده ان هذه متقدمة النزول وبحديث (ان دماءكم واموالكم عليكم حرام) الخ وقوله: (لا يحلبن احدكم ماشية احد الا باذنه) ولآية الاستئذان ويرده ان الاستئذان إذا حصل بعده الاذن صح الاكل من البيت المدخول فيه وايضا { لا تأكلوا اموالكم بينكم بالباطل } المراد به التعدي والخدع ونحو ذلك.
{ لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَأكُلُواْ جَمِيعاً } اي مجتمعين فهو هنا { أَوْ أَشْتَاتاً } جمع شتيت أي متفرقين نزلت لتخرج المريض والاعرج والاعمى عن الاكل مع الاصحاء ولتخرج الاصحاء عن الاكل معهم مخافة ان يزيدوا عنهم في الاكل أو ان يأكلوا الاطيب.
وقيل: نزلت في بني ليث بن عمرو من كنانة يتحرجون ان يأكل الرجل وحده فربما قعد الرجل منتظرا نهاره إلى الليل فان لم يجد من يأكل معه أكل ضرورة وقد اجهده الجوع.
وقال بعضهم: كان بنو كنانة في الجاهلية يحرمون ان يأكل الرجل وحده أو يشرب وحده وقيل: لا يأكلون الا مع الضيف.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: كان الغني يدخل على قريب وصديق له فيدعوه إلى طعامه فيقول والله اني لاحرج ان آكل معك وانا غني وانت فقير فنزلت.
وقيل: نزلت في قوم من الانصار إذا نزل بهم ضيف لا يأكلون الا مع ضيفهم.
وقيل: في قوم منهم تحرجوا عن الاجتماع إلى الطعام لاختلاف الناس في الاكل وزيادة بعضهم على بعض * { فَإِذَا دَخَلْتُمْ بُيُوتاً } من تلك البيوت لتأكلوا بدليل الآية * { فَسَلِّمُواْ عَلَى أَنفُسِكُمْ } اي على اهلها الذين هم وانتم كواحد للدين والقرابة أو الصداقة قولوا السلام عليكم.
وقيل: المراد إذا دخل بعضكم على بعض فليسلم الداخل سواء في تلك البيوت أو في غيرها والمعنى اذا اردتم الدخول وشارفتموه فسلموا.
وقيل: المراد إذا دخلتم بيوتا لا احد فيها لكم أو لغيركم فليسلم الداخل على نفسه وسائر المؤمنين بان يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين وإذا قال ذلك ردت له الملائكة.
وقيل: يقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام علينا من ربنا ويقول السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام على اهل البيت ورحمة الله وبركاته ويعني باهل البيت مالكيه ان كانوا متولين او من له سكونه ان كان متوليا وان لم تكن ولاية عنى به من الملائكة.
وقيل: يقول السلام علينا من ربنا وعلى عباد الله الصالحين.
وقيل: المعنى إذا دخلتم بيوتا فيها عيالكم فسلموا على اهلكم فهم احق بالسلام.
وعن ابن عباس: البيوت المساجد إذا دخلتموها فقولوا السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين.
وزاد بعضهم عنه ان يقول بعد الصالحين تحية من عند الله.
وفي رواية عن ابن عباس - رضي الله عنهما - ان المراد بالبيوت المسكونة اي سلموا على من فيها من أهل دينكم والرواية الاولى اصح عنه.
وعن ابي امامة عنه صلى الله عليه وسلم
"ثلاثة في رعاية الله رجل خرج غازيا في سبيل الله عز وجل يتوفاه الله جل وعلا فيدخله الجنة أو يرده بما نال من اجر وغنيمة ورجل راح إلى المسجد يتوفاه ويدخله الجنة أو يرده بما نال من اجر وغنيمة ورجل يدخل بيته بسلام" وعن انس عنه صلى الله عليه وسلم "اذا دخلت على أَهلك فسلم يكن بركة عليك وعلى أَهل بيتك"
وعنه " خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين وروى تسع سنين فما قال لي لشيء فعلته لم فعلته ولا قال لي لشيء كسرته لم كسرته وكنت واقفا على رأسه اصب الماء على يديه فرفع رأسه فقال: الا اعلمك ثلاث خصال تنتفع بها قلت: بلى بابي وامي يا رسول الله قال: متى لقيت من امتي احدا فسلم عليه يطل عمرك وإذا دخلت بيتك فسلم عليهم يكثر خير بيتك وصلي صلاة الضحى فانها صلاة الابرار الاوابين"
قال الشيخ هود: اذا دخل الرجل بيته سلم عليهم وإذا دخل المسجد قال بسم الله سلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم اغفر لي ذنوبي وافتح لي ابواب رحمتك ان كان المسجد قليل الاهل أسمعهم التسليم وان لم يكن فيه أحد قال السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين السلام علينا من ربنا وكذا يقول إذا دخل بيتا غير مسكون.
وقيل: يستحب للرجل إذا دخل منزله ان يقول السلام علينا من ربنا والحمد لله رب العالمين.
قال: ويسلم الراكب على الماشي والماشي على القاعد والصغير على الكبير والقليل على الكثير وراكب الدابة على راكب البعير وصاحب الحمار والبغل على الفارس (انتهى).
والماشيان افضلهما البادي والفقير على الغني والحافي على المنتعل والنازل على الطالع والرعية على الامام وقاضيه وعامله ومدين على غريم وكل ضعيف على قوي ومفضول على فاضل اداء لحق الفاضل
وقيل: بالعكس في ذلك كله للتواضع وان سلم قاعد على ماش جاز ويسلم ذو وسع على ذي ضيق وآمن على خائف.
وقيل: بالعكس ايضا فيهما وجاز بين رجال ونساء بمنزل أو فحص وكره سلام رجل على امرأة فيه وجاز على محرمته.
قال: ولا يسلم الرجل على النساء وكان ابن عمر يسلم عليهن وكذا غير واحد من السلف.
وقيل: إذا كان النساء في الطريق فلقيهن رجل فاجلسن ويسلم عليهن الرجل اي او وقفن فيسلم ويحتمل ان يريد إذا كن في الطريق واقفات.
ولا يسلم على مجنون وفي الصبي قولان.
قال ذكر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"أَنه مر بغلمان فسلم عليهم وانه قال السلام اسم من اسماء الله" قال ابن مسعود فافشوه بينكم.
فلمن سلم على قوم فردوا عليه فضيلة وان لم يردوا عليه من هو خير وهم الملائكة عليهم السلام والبسط في الفقه.
فصل
سلام الرجل على أهله والسلام في بيت لا أحد فيه مستحبان.
واختلف اصحابنا هل يسلم على من في المسجد اولا؟ قولان.
{ تَحِيَّةً } بتشديد الياء مصدر حي بالتشديد والاصل تحيية باسكان الحاء وكسر الياء الاولى وتخفف الثانية نقلت كسرة الياء للحاء فادغمت الياء في الياء وهو مفعول مطلق لسلموا كقولك اقعدوا جلوسا.
قال هشام ومن قدر في (قعدت جلوسا) عاملا محذوفا من لفظ المصدر وهو سيبويه قدر في الآية مثله اي (حيوا تحية) والتحية طلب سلامة وحياة للمسلم عليه { مِّنْ عِندِ اللَّهِ } اي ثابتة بامره مشروعة من لدنه فهو نعت { تَحِيَّةً }.
واجيز تعليقه بـ { تَحِيَّةً } لان التحية طلب للحياة من الله سبحانه وتعالى * { مُبَارَكَةً } لانها دعوة مؤمن لمؤمن يرجى بها زيادة الخير والثواب * { طَيِّبَةً } لانه تطيب بها نفس المحيى بها وتستجلب بها مودته.
قال صلى الله عليه وسلم:
"للمسلم على المسلم ست خصال يسلم عليه إذا لقيه ويشمته إذا عطس ويعوده إذا مرض ويجيبه إذا دعي وينصحه إذا غاب عنه ويشهد جنازته إذا مات" وقال "ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان الا غفر لهما قبل ان يتفرقا" قال ابن عباس: مباركة طيبة جميلة حسنة.
{ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الآيَاتِ } ذكره ثلاث مرات تاكيدا وتفخيما لما تلاه في كل موضع من الثلاث وذكر بعد هذه قوله * { لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ } لانه المقصود منه اي تعقلون الحق والخير في الأمور.