التفاسير

< >
عرض

أَلاۤ إِنَّ للَّهِ مَا فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ فَيُنَبِّئُهُمْ بِمَا عَمِلُواْ وَٱللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمُ
٦٤
-النور

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَلآ إِنَّ لِلَّهِ مَا فِي السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ } ملكا وعبيدا وخلقا * { قَدْ يَعْلَمُ مَآ أَنتُمْ عَلَيْهِ } ايها المكلفون من النفاق والايمان والمخالفة والموافقة والاخلاص.
وقيل: ان الخطاب للمنافقين وان المعنى ما انتم عليه من النفاق والمخالفة وقد للتحقيق ادخلها تأكيدا للوعيد فانه يعلم ويجازي واصل (قد) ان تكون مع المضارع للتقليل وان تكون معه للتحقيق وتصح ان تكون للتكثير كما في قوله:

اخي ثقة لا تهلك الخمر ماله ولكنه قد يهلك المال نائله

وقال ابن هشام: ومن معاني قد للتقليل وهو اما تقليل وقوع الفعل نحو (قد يصدق الكذوب اني) واما تقليل متعلقه نحو: (قد يعلم ما انتم عليه) اي ما هم عليه أقل معلوماته وزعم انها في ذلك للتحقيق الخ { وَيَوْمَ يُرْجَعُونَ إِلَيْهِ } متعلق بـ (ينبئ) المذكور بعده المقرون بفاء الزائدة وذلك يوم القيامة وبين قوله: (انتم) إذا قلنا انه للمنافقين وبين ما قبله التفات من الغيبة للخطاب وبينه وبين ما بعده التفات من الخطاب للغيبة (وواو يرجعون) للمنافقين هكذا (هاء) ينبئهم (وواو) عملوا.
وقيل: للمكلفين مطلقا فيكون بين قوله: { وَيَوْمَ يَرْجِعُونَ } الخ وقوله: { قد يعلم ما انتم عليه } ان قلنا الخطاب فيه للمكلفين مطلقا التفات من الخطاب إلى الغيبة * { فَيُنَبِّئُهُم بِمَا عَمِلُوا } من الخير والشر توبيخا ومجازاة * { وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ } من اعمالهم * { عَلِيمُ } اللهم ببركة سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم وببركة السورة اخزِ النصارى واهنهم واكسر شوكتهم وغلب المسلمين والموحدين عليهم وصلى الله على سيدنا محمد وآله وصحبه وسلم.