التفاسير

< >
عرض

لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ خَالِدِينَ كَانَ عَلَىٰ رَبِّكَ وَعْداً مَّسْئُولاً
١٦
-الفرقان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ لَّهُمْ فِيهَا مَا يَشَآءُونَ } بخلاف الدنيا فانه لا يتم لاحد كل ما شاء فيها.
وان قلت فقد يشتهي السعيد الولادة في الجنة ومنزلة كمنزلة من فوقه أو اكبر؟ قلت: لا يكون في قلبه اشتهاء ذلك باذن الله فان الولادة لا تكون في الجنة ولا يدرك منزلة من فوقه وانما يلقي الله في قلوبهم اشتهاء الممكن واشتهاء ما يليق بمراتبهم وما ابيح لاهل الجنة كلهم كالتزاور.
{ خَالِدِين } وبالخلود في النعمة تتم النعمة لانها إذا كانت ستنقطع تنغصت وهو حال من أحد ضمائرهم لازمة ويجوز ان يتنازع فيها عوامل الضمائر على مذهب ابن معط من جواز التنازع في الحال والتمييز { كَانَ } وعدهم ما ذكر فاسم كان ضمير عائد إلى الوعد المعلوم ويجوز عوده إلى { مَا يَشَاءُونَ } * { عَلَى رَبِّكَ } التعبير بعلى الدالة على الوجوب انما هو لامتناع الخلف في وعده ووعيده سبحانه فالذي تفعله لوعدك منك كأنه واجب عليك وذلك لان الله سبحانه لا يجب عليه شيء عندنا وعند جمهور قومنا بل قضاؤه في الازل بشيء سابق على وعده المقتص للانحاز به للمخلوق في القرآن أو غيره * { وَعْداً } باق على ظاهره ان رجع ضمير كان للوعد الذي هو بالمعنى المصدري والا فبمعنى الموعود به * { مَسْئُولاً } سأله الناس بقولهم في الدعاء
{ ربنا آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة } } { { وآتنا ما وعدتنا على رسلك } وسأله الملائكة لهم { ربنا وادخلهم جنات عدن التي وعدتهم }