التفاسير

< >
عرض

ٱلَّذِي لَهُ مُلْكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلأَرْضِ وَلَمْ يَتَّخِذْ وَلَداً وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي المُلْكِ وَخَلَقَ كُلَّ شَيْءٍ فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً
٢
-الفرقان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ الَّذِي } بدل من الذي أو خبر لمحذوف أو منصوب بمحذوف على المدح ولا خير في الفصل بين البدل والمبدل منه لان الفاصل صلة وما تعلق بها * { لَهُ مُلْكُ السَّمَٰوَاتِ وَالأَرْضِ وَلَمَ يَتَّخِذْ وَلَداً } هو الفرد في وحدانيته وفيه رد على النصارى * { وَلَمْ يَكُن لَّهُ شَرِيكٌ فِي الْمُلْكِ } هو منفرد في الالوهية وفيه رد على من يقول باثنين نور وظلمة ومن يقول الله خلق الخير وابليس خلق الشر فان الخالق الله وعلى عَبَدة الاصنام ودل على ذلك بقوله * { وَخَلَقَ كُلَّ شَىْءٍ } فيه رد ايضا على من قال: (الشيطان يخلق الشر) وبه يبطل قول من قال: (ان ريح المروحة يخلقه محركها) { فَقَدَّرَهُ تَقْدِيراً } وان قلت الخلق والتقدير بمعنى قلت الخلق الايجاد على حسب الارادة كخلق الانسان من مواد مخصوصة وصور واشكال معينة والتقدير هنا تهيئة لما اراد منه كالادراك مثلا من الانسان والفهم والنظر والتدبير واستنباط الصنائع المنوعة ومداولة الاعمال المختلفة ونحو ذلك من امر الدين والدنيا ووفق كل حيوان إلى مصالحه أو التقدير تقدير الاجل والرزق ونحو ذلك أو الخلق مجرد الايجاد والتقدير جعله غير متفاوت وتسويته.
وقال بعضهم: كل شيء يقدر حتى هذه وهذه مشيرا بسبابته إلى لسانه وابهامه وضعها عليهما.