التفاسير

< >
عرض

وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ ٱللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ وَكَانَ ٱلْكَافِرُ عَلَىٰ رَبِّهِ ظَهِيراً
٥٥
-الفرقان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ اللَّهِ مَا لاَ يَنفَعُهُمْ وَلاَ يَضُرُّهُمْ } يعبدون (الكفار) ما يستطيع نفعا لنفسه أو غيره ولا ضرا لاحد وهو الاصنام أو كل معبود كالملائكة وعيسى وعيزر اذ لا مخلوق يستقل بنفع أو ضر الا ما قدر الله له واجراه على يده * { وَكَانَ الْكَافِرُ } جنس المشركين.
وقال ابن عباس رضي الله عنهما: المراد ابو جهل.
قال عياض: هو سبب النزول واللفظ عام * { عَلَى رَبِّهِ } على دين ربه متعلق بقوله * { ظَهِيراً } اي كان معينا للشيطان واتباعه على دين ربه بالمعاصي وعبادة الاصنام وغيرها والعداوة والمراد على نبي ربه.
وقيل: معنى الظهير؛ هين ذليل يقال ظهرت بفلان وظهرته اي جعلته وراء ظهري لا التفت إليه فيكون كقوله
{ أولئك لا خلاق لهم في الآخرة ولا يكلمهم الله ولا ينظر إليهم } الخ.
وإذا اريد بالكافر الجنس فقد اعتبر اللفظ في قوله على ربه واما ظهيرا فيطلق على الفرد وعلى غيره وكقوله والملائكة بعد ذلك ظهير لانه فعيل بمعنى فاعل الا إذا جعل ظهير بمعنى (ذليل) فيحتمل ان يكون بمعنى فاعل كذلك كما يدل عليه التفسير بذليل وهين ويحتمل ان يكون بمعنى مفعول اي مجعولا ذليلا هينا.
وأصله مظهور به فكان الحذف والايصال والاستغناء بفعيل عن مفعول فعلي هذا الاحتمال الثاني فلم يراع الا اللفظ لان فعيل بمعنى مفعول لا يطلق على غير الواحد الا بالتثنية والجمع وارادة الجنس.