التفاسير

< >
عرض

وَٱلَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّواْ بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِراماً
٧٢
-الفرقان

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَالَّذِينَ لاَ يَشْهَدُونَ الزُّورَ } هو الشرك عند الضحاك لانحرافه عن الصواب والمعنى لا يحضرونه.
وقيل: الباطل والكذب.
وقال الشيخ هود: الزور الشرك والنفاق والعمل السيء.
وقال مجاهد: الزور اعياد المشركين.
وقيل: النوم.
وقال ابن الحنفية: اللهو واللعب والغناء.
وفي رواية عن مجاهد: الزور والغناء والغناء ينبت النفاق كما ينبت الماء الزرع.
وقيل: النوم وهو ضعيف الا ان كان المراد النوم عن الصلاة والقول بان الباطل يعم ذلك كله { وَيَشْهَدُونَ } بمعنى يشاهدون وذلك انهم ينفرون عن محاضر الكذابين ومجالس الخطائين تنزها عنها وعنهم وصيانة لدينهم لان مشاهدة الباطل شركة فيه فان النظار تلي ما لا يسوغ في الشريعة شركاء فيه لان الحضور له دليل الرضى به وسبب لوجوده والزيادة فيه لان الذي سلط على فعله هو استحسان النظار والرغبة في النظر إليه.
وعن عيسى عليه السلام اياكم ومجالسة الخطائين.
قال قتادة: الزور مجالس الباطل فقدر مضافا.
وقال: على المعنى لا يشهدون شهادة الزور بتقدير مضاف.
قال صلى الله عليه وسلم:
"أَلا انبئكم بأَكبر الكبائر قلنا بلى يا رسول الله قال الإِشراك بالله وعقوق الوالدين وكان متكئا فجلس فقال أَلا وشهادة الزور وقول الزور فما زال يكررها حتى قالت الصحابة ليته سكت"
وكان عمر يجلد شاهد الزور اربعين جلدة ويسخم وجهه ويطوف به في الاسواق واصل الزور الانحراف ووضع الشيء بخلاف صفته.
{ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّواْ كِرَاماً } اللغو كل سقط من قول أو فعل.
قال الثعالبي: ما ينبغي ان يطرح ويلغى من لهو ولعب ومنكر.
وقيل: المعاصي وصفهم الله بانهم إذا مروا بأهل اللغو اعرضوا عنهم مكرمين انفسهم عن التوقف عليهم والخوض معهم اي اذا مروا عنه وجدتهم مروا كراما.
وعن بعضهم كرم المؤمن إذا مر بمنكر ان يغيره.
وقيل: المعنى انهم إذا سمعوا من الكفار الشتم والاذى في مرورهم مروا معرضين عنهم وصافحين.
وقيل: إذا ذكروا النكاح كنوا عنه فالمرور لساني ولذا زعم بعضهم انها منسوخة بالقتال وهو ضعيف فان الصفح والاعراض والصبر مندوب اليها بعد القتال ايضا.