التفاسير

< >
عرض

قَالَ كَلاَّ فَٱذْهَبَا بِآيَاتِنَآ إِنَّا مَعَكُمْ مُّسْتَمِعُونَ
١٥
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } الله.
{ كَلا } ارتدع موسى عما تظن من القتل فإنهم لا يقتلونك أو ارتدع عن الخوف فإنهم لا يقتلونك.
{ فَاذْهَبَا } أنت وهارون وهو غائب ولكن غلب الحاضر وهو موسى فخاطبهما معا واعلم أن قول موسى رب اني أخاف.. الخ يتضمن دعاء الله أن يدفع عنه بلاءهم الذي هو التكذيب المرتب عليه الضيق المترتب عليه عدم اطلاق اللسان وكل ذلك بلايا وبلاءهم الذي هو القتل فأجاب دعاءه إذ وعده الدفع بردعه عن الخوف وبقوله فاذهبا فان في ذهاب هارون معه إزالة الضيق وعدم انطلاق اللسان وقوله
{ { فأرسل إلى هارون } طلب المؤازرة بأخيه فأجاب طلبه بقوله { فَاذْهَبَا } فإنه لولا الاجابة لما أمر هارون بالذهاب فكأنه قال فاذهب والذي طلبته وهو هارون بقوله { فَاذْهَبَا } اجابة لقوله { رب إني أخاف } الخ.. ولقوله { فأرسل إلى هارون } وقوله { كَلا } اجابة لقوله { فأخاف أن يقتلون } ولك أن تقول استدفع بلاءهم في قوله
فأخاف أن يتقلون، فوعده الدفع بالردع وطلب إرسال هارون تقوية فأجاب بقوله { فَاذْهَبَا } فيكون قوله { فَاذْهَبَا } راجعا إلى قوله
{ فأرسل إلى هارون } فقط والفاء للاستئناف أو للعطف على الجملة التي تدل عليها كلا أي ارتدع فاذهب أنت وهارون فذا من العطف على المعنى.
{ بِآيَاتِنَا } معجزاتنا وفي هذا تأنيس أيضا وتقوية.
{ إِنَّا مَعَكُم مُّسْتَمِعُونَ } هذا أشد تأنيسا وتقوية لأن المعنى إنا حاضرون سامعون لما يجري بينكما وبينه وناصر كما عليه وأصل الأسماع الاصغاء تعالى الله عنه واستعمل في معنى العلم واختير مستمعون عن سامعون لما في لفظه من المبالغة والخطاب لموسى وهارون وفرعون تغليبا للحاضر عن الغائبين أعني الغيبة الاصطلاحية وليس شيء يغيب على الله، وقيل الخطاب لموسى وهارون عليهما السلام والتعبير بصيغة الجمع عن الاثنين مجاز على الصحيح وقيل حقيقة واختير صفة الجماعة تعظيما لهما واشارة إلى أنهما في محضر فرعون كالجماعة وذلك من التقوية بمكان متعلق بمحذوف خبر ومستمعون اخبر آخر أو مستمعون خبر ومع متعلق به أو بمحذوف وحال من الضمير أو من اسم ان.