التفاسير

< >
عرض

قَالَ آمَنتُمْ لَهُ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ ٱلَّذِي عَلَّمَكُمُ ٱلسِّحْرَ فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ مِّنْ خِلاَفٍ وَلأُصَلِّبَنَّكُمْ أَجْمَعِينَ
٤٩
قَالُواْ لاَ ضَيْرَ إِنَّآ إِلَىٰ رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ
٥٠
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَ } فرعون.
{ آمَنتُمْ لَهُ } بتحقيق الهمزة الأولى وتسهيل الثانية بعدها الف او تبدل الثانية الفا وتمد الأولى قدر الفين بعدها فالأولى همزة استفهام والثانية همزة آمن والألف الفه وبتحقيق الهمزتين بعدهما الف وباسقاط الألف وتحقيق الهمزتين وهو قراءة حمزة والكسائي وابي بكر وروح أو ابدال الثانية ألفا له أي به أو ضمّن آمن معنى خضع فعدي باللام.
{ قَبْلَ أَنْ آذَنَ لَكُمْ } في الايمان.
{ إِنَّهُ لَكَبِيرُكُمُ الَّذِي عَلَّمَكُمُ السِّحْرَ } وغلبكم لأنه علمكم شيئا دون شيء تواعدتم معه أن تفعلوا ما فعلتم وبفعل ما يفعل فتظهر له الغلبة فيؤمنوا وذلك منه لعنة الله تلبيس على قومه لئلا يعتقدوا انهم آمنوا على بصيرة وظهور حق { فَلَسَوْفَ تَعْلَمُونَ } اللام لام الابتداء دخلت على سوف أو لام قسم محذوف وذلك وعيد لهم على إيمانهم وبينه بقوله.
{ لأُقَطِّعَنَّ أَيْدِيَكُمْ وَأَرْجُلَكُم مِّنْ خِلافٍ } يقطع من كل واحد رجله اليسرى ويده اليمنى أو بالعكس.
{ ولأُصَلِّبَنَّكُمْ } أربطكم إلى جذوع.
{ أَجْمَعِينَ قَالُوا لا ضَيْرَ } لا ضرر علينا في القطع والصلب في الله.
{ إِنَّا إِلَى رَبِّنَا مُنقَلِبُونَ } فيثيبنا على القطع والصلب ويرد فينا ما قطع منا اذا بعثنا ويكفّر بذلك ذنوبنا وذلك تقليل جملى أو المراد أنه لا ضير في ذلك فإنا ننقلب إلى ربنا انقلاب من يطمع في مغفرته ويرجو رحمته لما رزقنا من السبق إلى الايمان أو أنه لا ضير لأن الانقلاب إلى الله بالموت لا بد منه والقتل أهون أسبابه وأرجاها وعن عكرمة أصبحوا سحرة وأمسوا شهداء. قال ابن العربي قال مالك دعا موسى فرعون إلى الإسلام أربعين سنة والسحرة آمنوا في يوم واحد.