التفاسير

< >
عرض

وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ
٨٠
وَٱلَّذِي يُمِيتُنِي ثُمَّ يُحْيِينِ
٨١
-الشعراء

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ } عطف على يطعمني أو على يسقيني لأن المرض والصحة من توابع الأكل والشرب ولم يقل واذا امرضني كما قال يهديني وقال يطعمني وقال يسقيني وقال يشفيني لأن المرض في الغالب يحدث بتفرط به من الانسان في مطعمه أو مشربه ولذلك قالت الحكماء لو قيل لأكثر الموتى: ما سبب آجالكم؟ لقالوا: التخم وبما بين الاخلاط والأركان من التنافي فالاخلاط الأجسام السيالة المركبة التي بها يتقوى بدن الانسان عند اعتدالها وهي الصفراء والسوداء والدم والبلغم والأركان الأجزاء البسيطة التي بها صلاحه وصلاح غيره وهي التراب والهواء والنار والماء قاله زكريا فتأمل كونها بسيطة والصحة تحصل باجتماع الاخلاط واعتدال الأركان، وأيضا لم يقل مرضني لأن المقصود تعديد النعم ولا يرد علينا قوله يميتني لأن الموت من حيث هو موت لا يحس به وانما الضرر في مقدماته لا يرد علينا، إن الأمراض أيضا بكسر الهمزة نعمة من الله من حيث أنه يثاب عليه وتكفّر به الذنوب ويتخلص به من محن الدنيا إلى نعيم الآخرة لأنا نقول هو يقول ذلك للكفار وهم لا يتفطنون لهذا والكل خلق من الله فائدة قال صلى الله عليه وسلم: " من عاد مريضا أو زار أخا في الله ناداه مناد أن طبت وطاب ممشاك وتبوأت من الجنة منزلا، وقال من عاد مريضا لم يزل في خرفة الجنة حتى يرجع، قيل: يا رسول الله وما خرفة الجنة؟ قال: جناحها وقال من عاد مريضا لم يحضر أجله فقال عنده ـ وفي رواية ـ عند رأسه سبع مرات أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيك إلا عافاه الله سبحانه " وكان صلى الله عليه وسلم يعود المريض ويجلس عند رأسه ويقول ذلك سبعا.