التفاسير

< >
عرض

وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوۤءٍ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَىٰ فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ إِنَّهُمْ كَانُواْ قَوْماً فَاسِقِينَ
١٢
-النمل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَأَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } من غير آفة كبرص ومرَّ تفسير الجيب وقيل الجبيب القميص انه يجاب أي يقطع وعن بعض كانت له مدرغة صوف لا كمَّ لها والتحقيق أن الجيب لوضع الذي تدخل منه اليد وتخرج أو الرأس في الجبة أو القميص وكان لونه أدم فلما أدخل يده وأخرجها كانت بيضاء كالشمس لما أخرجها بيضاء وعن بعض خرجت كالشمس أو البرق وعن الحسن كالمصباح.
فصل
قال الثعلبي في عرائس القرآن وهو كتاب ألفه في القصص والأخبار المواقعة في القرآن ومنه أخذهما في هذا التفسير من القصص والأخبار.
الباب الثامن في خروج موسى من مدين وتكليم الله إياه في الطريق وإرساله إلى فرعون واستعانته بأخيه هارون وكيفية ذهابهما إلى فرعون لتبليغ الرسالة قال الله تعالى
{ فلما قضى موسى الأجل وسار بأهله آنس من جانب الطور نارا } قالت العلماء بأخبار الأنبياء: لما ورد موسى ماء مدين وأتى عليه من وروده تسع سنين ستين قال له شعيب اني وهبت لك من أغنامي كل بلقاء وأبلق من الحملان والجديان التي تضعها أغنامي في هذه السنة العاشرة أراد بذلك مسدة موسى ووصلة امرأته صفورا بنت شعيب فأوحى الله الى موسى أن اضرب بعصاك الماء الذي هو مستقى الأغنام ففعل ثم سقى الأغنام فما تخطت واحدة من تلك الأغنام إلا وضعت ولدين بلقاء وأبلق فعلم شعيب أن ذلك رزق رزقه الله موسى وأهله وسلم الأغنام اليه إلا ما ولدت فقصد الشام بزوجته في شهر ولادتها وبأغنامه وعدل إلى البرية عادلا عن العمران والمدائن محفة الملوك وكان أكبر همه طلب أخيه هارون واخراجه من مصر ويجير في الطريق فوقع في جانب الطور الأيمن الغربي في عشية شاتية شديدة البرد وأظلم عليه الليل وارعدت السماء وأبرقت وأمطرت وأخذ امرأته الطلق فعمد الى زناده فقدحه مرات فلم يور فتحير وقام وقعد اذ لم يكن عهد بمثل ذلك في الزناد وتأمل ما قرب وما بعد فتحير وتسمع طويلا هل يسمع حسا أو حركة فبينما هو كذلك إذ رأى نورا فحسبه نارا { فقال لأهله امكثوا إني آنست نار لعلي آتيكم منها بقبس أو أجد على النار هدى } أي دالا على الطريق ولما أتاها رأى نورا عظيما ممتدا من عنان السماء إلى شجرة عظيمة هناك هي عوشجة وقيل العناب فتحيّر إذ رأى نارا عظيمة لا دخان لها تلتهب من جوف شجرة خضراء لا تزداد النار الا عظما ولا الشجرة الا خضرة ولما دنا منها تأخرت منه فرجع خائفا ذكر حاجته إلى النار فرجع اليها فدنت منه.
{ فلما أتاها نودي من شاطىء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى } فنظر فلم ير أحدا فنودي:
{ يا موسى إني أنا الله رب العالمين } أدن فدنا فخفق قلبه وكل لسانه وضعفت قوته وصار حيا كميت ما فيه إلا روح تتردد وأرسل اليه ملكا يشد ظهره ويقوّي قلبه ولما رجع اليه عقله نودي { فاخلع نعليك إنك بالوادي المقدس طوى } قال ابن مسعود عن النبي صلى الله عليه وسلم أمر بخلعهما لأنهما من جلد حمار ميت وفي خبر غير مدبوغتين وعن مجاهد وعكرمة أمر بخلعهما لتمس قدماه الأرض العالية فتناله بركتها لأنها قدست مرتين. وعن سعيد بن جبير أمر بذلك لأن المشي على الحفا من علامة التواضع والاحترام ولا يبعد أن يكون سبب الأمر ذلك كله وقال أهل الإشارة النعلان عبارة عن المرأة أي أفرغ قلبك من شغل اهلك ثم قال تسكينا لقلبه واذهابا لدهشته.
{ وما تلك بيمينك يا موسى قال هي عصاي } } { { قال ألقها يا موسى فألقاها فإذا هي حية تسعى } عظيمة صارت شعبتيها فما ومحجنها عرفا في ظهرها وهي تهتز ولها انياب والحكمة في هذا ان لايفزع اذا رآها كذلك عند فرعون ولما رآها كذلك هرب خائفا فقال له الله عز وجل { خذها } وكانت عليه جبة صوف فلف يده في كمه وهو لها هائب ونودي أن اكشف يدك فكشفها فأدخلها بين لحيي الحية فاذا هي عصاه ويده بين شعبتيها، حيث كان يضعها ثم قال له:
{ أَدْخِلْ يَدَكَ فِي جَيْبِكَ تَخْرُجْ بَيْضَآءَ مِنْ غَيْرِ سُوءٍ } وانما قال له جيبك لأنه لم يكن لملبوسه كم واسع فأدخل يده في جيبه ثم أخرجها وعليها نور يكل البصر ثم ردها فخرجت كما كانت وأمره بالذهاب إلى فرعون مع أخيه فقال: يا موسى اني قد أوقفتك موقفا لا أجعل بعده لأحد سبيلا. وعليه يومئذ مدرعة خللها بخلال وجبة من صوف وثوبان من صوف وقلنسوة من صوف وقال له: يا موسى انطلق برسالتي فأنت بعيني وسمعي ومعك قوتي وبصري بعثتك الى خلق ضعيف بطر بنعمتي وآمن مكري وعبد دوني وغرته الدنيا حتى جحد حقي وأنكر ربوبيّتي وزعم انه لا يعرفني واني احلف بعزتي وجلالي لولا الحجة والعذر اللذان جعلتهما بيني وبين خلقي لبطشت به بطشة جبار تغضب لغضبه السماوات والأرض والبحار والجبال والشجر والدواب فلو أذنت للسماء لحصبته وللأرض لابتلعته وللجبال لدكته وللبحار لأغرقته ولكن سقط من عيني وهان عليَّ وصغر عندي ووسعه حلمي وأنا الغني عنه وعن جميع خلقي وحق ذلك لي وأنا خلقت الغني والفقير وأنا المعني والمفقر لا غني إلا من أغنيته ولا فقير إلا من أفقرته فأبلغه رسالتي وادعه إلى عبادتي وتوحيدي والاخلاص لي وحذّره نقمتي وبأسي وذكّره آياتي وأعلمه انه لا يقوم لغضبي شيء وقل له فيما بين ذلك قولا لينا وكنّه في خطابك إياه ولا يغرنك ما ألبسته الدنيا من لباسها فان ناصيته بيدي ولا ينطق ولا يتنفس إلا عن علمي وأخبره اني الى العفو أقرب مني إلى الغضب والعقوبة وقل له أجب ربك فانه واسع المغفرة وقد أمهلك هذه المدة وفي كلها تدعي الربوبية دونه وتصد عن عبادته وفي كل ذلك يمطر عليك السماء وينبت لك الأرض ويلبسك العافية حتى لم تهرم ولم تسقم ولم تفتقر ولم تغلب ولو شاء لعاجلك بالنقمة ولسلبك ما أعطاك ولكنه ذو حلم عظيم. ثم أمسك عن موسى سبعة ايام ولياليها ثم قيل له أجب ربك يا موسى فيما كلمك.
{ قال رب اشرح لي صدري ويسر لي أمري } الى { بصيرا } فقال له { قد أتيت سؤلك يا موسى } فجاهده بنفسك وأخيك، وخطر بقلب موسى أن فرعون في جند عظيم وأنا وأخي وحيدان فريدان فقال له تعالى انكما جندان عظيمان من جندي { إنني معكما أسمع وأرى } أبصركما وأكون معكما فلا تستضعفان ولا تستقلان ولو شئت لأتيته بجنود لا قبل له بها لفعلت ولكن ليعلم ذلك الشقي الضعيف الذي قد أعجبته نفسه وجنوده أن القليلة ولا قليل معي تغلب الكثيرة بإذني ولا تعجبنكما ولا تهولنكما عدته فلو شئت لزينتكما بزينة الدنيا حتى يبهت فرعون فلا تأسفا عما أزوي عنكما من متاع الدنيا فان ذلك مالي أذودهم عن نعيم الدنيا ولذاتها كما يذود الراعي الشفيق غنمه عن المراتع السيئة لكي يستكملوا نصيبهم من كرامتي واعلم انه لا يتزين احد من عبادي بزينة هي أبلغ من الزهد في الدنيا وهي زينة الأبرار. ويقال: إن الله تعالى كلّمه في ذلك الوقت الف كلمة وأربعة عشرة كلمة يقول له مع كل كلمة.
{ قتلت نفسا } وقيل لموسى بم عرفت أن الذي كلمك هو الله تعالى؟ قال: بأني قد سمعته من كل جهاتي بأعضائي كلها ولما تم الأمر اشتغل قلب موسى بختن ابنه فجاء به الملك لموضعه ملفوفا وحك حجرا بآخر حتى صار كالسكين فختنه به وعالج الملك محل الختان فبريء من ساعته ورده الى امه وما زالوا في ذلك الموضع حتى مر بهم راع من اهل مدين فعرفهم واحتملهم الى مدين فكانوا عند شعيب حتى بلغه غرق فرعون فبعثهم إلى موسى بمصر وخرج موسى من ذلك المكان الى مصر ولا علم له بالطرق ولا زاد ولا صاحب ولا شيء غير عصا ومدرعة صوف وقلنسوة صوف ونعلين يظل صائما ويبيت قائما ويستعين بالصيد حتى ورد مصر وأوحى الله إلى أخيه هارون يبشره بقدوم موسى ويخبره انه جعله لموسى وزيرا ورسولا معه إلى فرعون وأمره أن يمر يوم السبت لعشر من ذي الحجة متبكرا الى شاطىء النيل فالتقيا فيه قبل طلوع الشمس واتفق انه كان يوم ورود الاسد الماء وكان لفرعون أسد يحرسه في غوطه محيطة بالمدينة من حواليها وكانت ترد الماء ظباء وكان في مدينة حصينة عليها سبعون الف مقاتل من وراء تلك المدينة سوران بينهما ساقية وانهار ذات مزارع وارض واسعة في كل سور سبعون الف مقاتل من وراء المدينة غوطة تولى فرعون غرسها بنفسه وسقاها بالنيل وأسكنها الاسد فتناسلت واذا وردت النيل ظلت عليها يومها تهدر الى الليل وأخذها جندا تحرسه وجعل خلال تلك الغوطة وطرقا تمضي الى باب المدينة فمن اخطأ وقع في الغيطة وأكلته الأسود فلما التقا موسى وهارون يوم ورودها مدت أعناقها ورؤسها اليهما وشخصت بأبصارها وقذف الله في قلوبها الرعب فانطلقت الى الغوطة مسرعة هاربة على وجهها يطأ بعضها بعضا وكانت لها من يسوقها ويرسلها فخاف هؤلاء الذين يسوسونها من فرعون فانطلق موسى وهارون في تلك الساعة حتى وصلا باب الملك باب المدينة الذي هو أقرب أبوابها إلى منزل فرعون ومنه يدخل ويخرج وذلك يوم الاثنين بعد هلال ذي الحجة فأقاما عليه سبعة أيام فكلمهما واحدا من الحرس قال ك هل تدريان لمن هذا الباب؟
قال موسى: إن هذا الباب والأرض كلها وما فيها لله رب العالمين وأهلها عبيد له فسمع ذلك الرجل كلاما لم يسمع مثله ولم يظن أن أحدا يقوله فيسرع إلى كبريائه الذين فوقه فقال سمعت كلاما أشنع مما أصابنا في الأسد وما ذلك إلا لسحر لهما عظيم فتداول الناس الخبر حتى انتهى إلى فرعون، وقال السدي سار موسى بأهله نحو مصر حتى أتاها ليلا فضاف بأمه وهي لا تعرفه فجاء هارون فلما أبصر ضيفه سأل عنه أمه فأخبرته انه ضيف فدعاه ليأكل معه فلما قعدا وتحدثا سأله هارون من أنت فقال أنا موسى فدنا كل واحد إلى أخيه فتعانقا فقال لهارون انطلق معي إلى فرعون فان الله أرسلنا اليه. فقال له هارون: سمعة وطاعة، فصاحت فقالت انشدكما بالله ألا تذهبا اليه فانه يقتلكما فأبيا عليها فمضيا وقرعا بابه ليلا ففزع هو والبواب فقال من هذا الذي يقرع بابي؟ فأشرف عليهما البواب فقال موسى اني رسول رب العالمين فأخبره البواب بما سمع وقال: ان في الباب مجنونا يزعم انه رسول رب العالمين، قال ابن اسحاق: يخرج موسى هو وهارون إلى باب فرعون كل غدوة وعشية سنتين يقولان إنا رسول رب العالمين فأذنوا بنا هذا الرجل ولم يجتر أحد أن يخبره حتى دخل بطال له يلعب معه ويضحكه فقال له: أيها الملك ان على بابك رجلا يقول قولا عجيبا يزعم ان له إلها غيرك. فقال فرعون: أدخلوه، فأدخلوه هو وهارون قال..
ذكر دخول موسى وهارون على فرعون
قال الله سبحانه:
{ اذهبا إلى فرعون إنه طغى فقولا له قولا لينا لعله يتذكر أو يخشى } وقولا له أن لك ربا ومعادا بين يديك وجنة ونارا لعله عند ذلك يتذكر أو يخشى عندكما وهو عندي لا يتذكر ولا يخشى ولا اهلكه قبل الانذار فلما دخلا عليه دعا موسى لا اله إلا الله الحليم الكريم لا إله إلا الله العلي العظيم سبحان رب السماوات السبع والأرضين السبع وما فيهن وما بينهن رب العرش العظيم وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين، اللهم اني أدرأ بك كيده في نحره وأعوذ بك من شره وأستعين بك عليه فأكفيه بما شئت فتحول ما في قلب موسى أمنا بك وكذا كل خائف دعا بهذا الدعاء يزول خوفه وتهون عليه سكرات الموت ثم قال فرعون لموسى: من أنت؟ قال: أنا رسول رب العالمين، فتأمله فقال: ألم نربك فينا وليدا الخ.
وروى انه لما قال فأت بها وألقى موسى عصاه كانت ثعبانا فاتحا فاه وضع لحيه الأسفل على سور القصر والأعلى في السماء ثمانين ذراعا ورآه من كان خارج مصر ثم توجه إلى فرعون فوثب عن سريره وأحدث أربع مائة وأحدث بعد ذلك في اليوم أربعين مرة وكان لا يسعل ولا يصيبه ما يصيب الناس وكان يقوم في أربعين يوما مرة واحدة وأكثر ما يأكل الموز لئلا يكون له ثقل لما يحتاج الى القيام ولذلك قال اني إله إذ لم يكن له شبيه في ذلك، وروي: انه لما قصدته الحية صاح يا موسى أنشدتك بالله وحرمة الرضاع إلا ما أخذتها كففتها عني وأنا أؤمن بك وأرسل معك بني اسرائيل فأخذها فكانت عصى ثم ادخل يده في جيبه وأخرجها بيضاء كالثلج لها شعاع كشعاع الشمس فقال له: هذه يدك ثم أدخلها وأخرجها ولها نور ساطع في السماء تكل منه الأبصار قد أضاءت ما حولها دخل نورها البيوت ويرى من الكوى ولم يستطع فرعون النظر اليها ثم أدخلها وأخرجها على لونها فهم فرعون بتصديقه فقام اليه هامان وجلس بين يديه فقال له: أيها الملك بينما أنت إله تعبد إذ أنت تابع لعبد، فقال فرعون: أمهلني اليوم إلى غد فأوحى الله إلى موسى قل لفرعون انك إن آمنت بالله وحده عمّرك في مملكتك وردك شابا طريا ولما كان الغد دخل عليه هامان وأخبره بما وعده موسى فقال له هامان لو ردك شابا ما عدل هذا عبادة هؤلاء يوما واحدا. ثم قال: أنا أردك شابا فخضب له لحيته بالسواد وهو أول من خضب به ولذلك نهى رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخضاب به ولما دخل عليه موسى ورآه على تلك الحال هاله ذلك فأوحى الله سبحانه اليه لا يهولنك وذلك فانه ليس يلبث إلا قليلا فيعود إلى حاله الأول ولما انصرف موسى وهارون من عند فرعون أصابهما مطر في الطريق فأتيا عجوزا من أقارب امهما ووجه فرعون في أثرهما طلبة وناما في دارها ليلا ولما جاءوا إلى بابها وهي منتبهة خافت عليهما فخرجت العصا من الباب فقتلت منهم سبعة ثم عادت ودخلت الدار فلما انتبها أخبرتهما بقصة الطلبة ونكابة العصا فيهم فآمنت بهما وصدقتهما.
{ فِي تِسْعِ آيَاتٍ إِلَى فِرْعَوْنَ وَقَوْمِهِ } في متعلقة بمحذوف حال من ضمير تخرج وإلى متعلق بمحذوف حال من ضمير أدخل أي مرسلا أو مبعوث إلى فرعون وقومه أو حال من تسع أي مرسلا أنت بها الى فرعون وقومه أو بمحذوف نعت لتسع أو لآيات أو بمحذوف مستأنف أي اذهب الى فرعون وقومه أو (في) متعلقة بمحذوف خبر لمحذوف أي تلك الآية في تسع أو تتعلق (في) و (الى) بـ (اذهب) أي اذهب في تسع الخ.
و (في) على الاصل أو بمعنى (مع) أو بمعنى (من) التبعيضية وعليه فالآيات تسع وعلى انها بمعنى (مع) أكثر من تسع وعلى انها بمعنى (في) يحتمل تقول زيد في تسعة رجال وهو عاشرهم أو أحد من التسع والآيات التسع فلق البحر والطوفان والجراد والقمل والضفادع والدم والطمس والجدب في بواديهم والنقصان في ثمارهم وان عددت اليد والعصا فالآيات احدى عشرة ولك أن تعدهما آيتين وتعد الجدب والنقصان آية وتترك عد الفلق كأنه لم يبعث به الى فرعون فتكون الآيات تسعا واذا قدرنا اذهب في تسع احتمل أن يكون المراد اذهب بتسع غير اليد والعصا ويحتمل أن يكون المراد اذهب بهن زيادة.
{ إنَّهُمْ كَانُوا قَوْماً فَاسِقِينَ } مستأنف تعليل للارسال.