التفاسير

< >
عرض

ٱللَّهُ لاَ إِلَـٰهَ إِلاَّ هُوَ رَبُّ ٱلْعَرْشِ ٱلْعَظِيمِ
٢٦
-النمل

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ اللهُ لا إِلَهَ إِلا هُوَ رَبُّ العَرْشِ العَظِيمِ } الذي هو أول الأجسام وأعظمها والمحيط بجملتها وبين عظم عرش الرحمن وعرش بلقيس بون بعيد وذلك كله من قول الهدهد عند ابن زيد وابن اسحاق ويحتمل ان يكون من كلام الله وقراءة تشديد ألا تعطى ان الكلام للهدهد وهي قراءة الجمهور وقراءة الكسائي وحفص عن عاصم تخفون وتعلنون بتاء الخطاب تعطي انها من خطاب الله تعالى لأمة محمد صلى الله عليه وسلم. قال الثعالبي قال القاضي قراءة الكسائي ويعقوب { إلا يَسْجُدُوا } بالتخفيف يصح عليها ان يكون اسئتنافا من الله سبحانه وتعالى أو من سليمان عليه السلام والوقف على { لا يَهْتَدُونَ } ويكون أمرا بالسجود واما على قراءة التشديد فذم على تركه وعلى كل حال فالآية تقتضي وجوب السجود المطلق لله عز وجل لا عند قراءتها أما السجود عندها فتخصيص جاء من السنة وزعم الزجاج ان السجدة واجبة في قراءة التخفيف دون التشديد قال جار الله من خفف وقف { لا يَهْتَدُونَ } او على يا ومن شدد وقف على (العرش العظيم) غير قلت أو على يعلنون وأعلم أن الله عز وجل أو سليمان أو الهدهد ذكر الذي يخرج الخبا الخ.. ايجابا لاختصاصه سبحانه بالسجود لتفرده بكمال القدرة والعلم حثا على سجوده وردا على من يسجد لغيره قال جار الله: قيل من قوله { أَحَطْتُّ } الى { العَظِيمُ } من كلام الهدهد، وقيل: كلام رب العزة وفي اخراج الخباء إمارة على انه من كلام الهدهد لهندسته ومعرفته للماء تحت الأرض وذلك بإلهام من يخرج الخباء في السماوات والأرض ومن أكثر من شيء عُرِفَ به ومن اختص بصناعة ظهرت عليه لذي الفراسة وقد ورد (ما عمل عبد عملا إلا ألقى الله عليه رداء عمله) وانما خفي عن سليمان مكان بلقيس مع ان بينه وبين صنعاء ثلاثة ايام لمصالح كثيرة منها إجراء ذلك على يد طائر كما أخفى الله مكان يوسف على يعقوب ولا يبعد معرفة الهدهد بالتهدي الى معرفة الله ووجوب السجود له وانكار السجود للشمس واضافته الى الشيطان وتزيينه ألهمه الله ذلك كما ألهم الطيور وغيرها معرفة الله والتسبيح له وسائر المعارف اللطيفة ولا سيما في زمان نبي سخرت له الطير وعلم منطقها وجعل ذلك معجزه له.