التفاسير

< >
عرض

قَالَتْ إِحْدَاهُمَا يٰأَبَتِ ٱسْتَئْجِرْهُ إِنَّ خَيْرَ مَنِ ٱسْتَئْجَرْتَ ٱلْقَوِيُّ ٱلأَمِينُ
٢٦
-القصص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ قَالَتْ إِحْدَاهُمَا } وهي التي قالت: ان ابي يدعوك ليجزيك اجر ما سقيت لنا على الخلف فيها.
{ يَا أَبَتِ اسْتَأجِرْهُ } اتخذه اجيرا يرعى بدلنا.
{ إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ القَوِيُّ الأَمِينُ } اما ان تريد بالقوي الأمين موسى نفسه وتكون ال للحضور كأنها قالت ان خير من استأجرت هذا القوي الأمين فأستأجره يا أبت لقوته وأمانته واما ان تريد الحقيقة فيكون في ذلك تلويح الى ان في موسى القوة والأمانة وعلى كل حال فالجملة تعليل مستأنف جار مجرى الدليل على انه حقيق بالاستئجار فانه اذا اجتمعت القوة والأمانة في القائم بأمرك فقد فرغ بالك وجعل اسم ان خيرا لا القوي اعتناء باثبات كون موسى افضل ومثله قوله: ـ

ألا ان خير الناس حيا وهالكا أسير ثقيف عندهم في السلاسل

وعبر بالماضي للدلالة على ان ذلك امر قد جرب وعرف ان القوي الأمين أولى بالاستئجار وان موسى قد جربت قوته وأمانته وعن ابن عباس رضي الله عنه ان شعيبا أخذته الغيرة اذ قالت استأجره ان خير من استأجرت القوي الأمين فقال لها من أين عرفت قوته وأمانته فذكرت له ما فعل في شأن السقي من رفع الحجر العظيم او مزاحمته الناس حتى سقى قبلهم فهذه قوته وذكرت له انه صوب رأسه حتى بلغته الرسالة وانه غض بصره حين السقي وانه أمرها بالمشي خلفه وروي انه قال لها امشي خلفي حتى لا تصف الريح بذلك فازداد شعيب به رغبة فأراد ان ينكحه بنته وان قلت مزاحمة الناس وقد سبقوه ظلم فكيف ينسب الى موسى قلت ان صحة المزاحمة والسقي قبله فهي على وجه جائز بأن يكون الماء معطلا بكثرة الزحام فسبق اليه وانتهزه.