التفاسير

< >
عرض

وَمَآ أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ فَمَتَاعُ ٱلْحَيَاةِ ٱلدُّنْيَا وَزِينَتُهَا وَمَا عِندَ ٱللَّهِ خَيْرٌ وَأَبْقَىٰ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ
٦٠
-القصص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَمَا أُوتِيتُم مِّن شَيْءٍ } ما شرطية ومن بيانية متعلقة بمحذوف حال من الراجع المحذوف أي وما أوتيتموه قليلا وكثيرا.
{ فَمَتَاعُ } فهو متاع.
{ الحَيَٰوةِ الدُّنْيَا } تتمتعون به فيها.
{ وَزِينَتُهَا } تتزينون به أيام حياتكم ثم يفنى.
{ وَمَا عِندَ اللهِ خَيْرٌ وَأَبْقَى } فانما أوتوا في الدنيا ولو كان حسنا وباقيا لكن ما عند الله خير منه وأبقى لانه لا ينقطع ولا حد لحسنه والذي في الدنيا يبقى قليلا فينقطع.
{ أَفَلا تَعْقِلُونَ } إن الباقي خير من الفاني وقرأ أبو عمرو وبالتحتية على طريق الالتفات وقراءته أبلغ في الموعظة لأن فيها اعراضا عن خطابهم كما تتكلم لأحد وتعاتبه ثم تقول في شأنه لغيره هذا مجنون وفي الحديث من طريق أبي هريرة وطريق سهل بن سعد:
" لو كانت الدنيا تزن عند الله جناح بعوضة ما سقي الكافر منه شربة " ، وعن ابن عباس رضي الله عنهما: " أن الله خلق الدنيا وجعل أهلها ثلاثة أصناف المؤمن والمنافق والمشرك. فالمؤمن يتزود والمنافق يتزين والمشرك يتمتع " ، وعن اليافعي: " لو أوصى أحد بثلث ماله لأعقل الناس صرف في المشتغلين بطاعة الله فانه لا أعقل ممن أعطي القليل وأخذ الكثير " وفي عبارة صرف للزهاد ومن لم يرجح الآخرة على الدينا فليس بعاقل.