التفاسير

< >
عرض

تِلْكَ ٱلدَّارُ ٱلآخِرَةُ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لاَ يُرِيدُونَ عُلُوّاً فِي ٱلأَرْضِ وَلاَ فَسَاداً وَٱلْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ
٨٣
-القصص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ تِلْكَ } مبتدأ.
{ الدَّارُ } خبر.
{ الآخِرَةُ } إشار باشارة البعيد تعظيما كأنه قيل هي الدار التي سمعت بذكرها وبلغك وصفها.
{ نَجْعَلُهَا لِلَّذِينَ لا يُرِيدُونَ عُلُوًّا فِي الأَرْضِ وَلا فَسَاداً } الجملة حال والعامل فيه معنى الإشارة او تلك مبتدأ والجملة خبره والعلو الغلبة والقهر للناس والتهاون بهم، وقيل: الإستكبار عن الايمان وقيل: طلب الشرف والعز عند السلطان وقيل: المراد هنا الشرك وقال علي: المراد { الذين لا يريدون علوا } أهل التواضع من الموالاة وأهل القدرة وعنه صلى الله عليه وسلم:
" إِرادة العلو أَن يكون شراك نعلك أَفضل من شراك نعل أَخيك " يعني ونحو ذلك. قال: على الرجل ليعجبه ان يكون شراك نعل اخوه من شراك نعل صاحبه فيدخل تحتها وقرأها الفضيل فقال: ذهبت الأماني هاهنا وكان عمر بن عبدالعزيز يرددها حتى قبض، واعلم ان الله جل جلاله لم يعلق الموعود بترك العلو والفساد بل بترك إرادتهما فتركها واجب كتركهما والفساد يعم وجوه الشرف من المعاصي كلها، وقيل: الظلم وقيل: الدعاء الى عبادة غير الله سبحانه وتعالى وقيل: بأخذ اموال الناس بغير حق وقيل: قتل الأنبياء والمؤنين وانتهاك حرمتهم.
{ وَالعَاقِبَةُ لِلمُتَّقِينَ } العاقبة المحمودة وهي الجنة ورضى الله عز وجل لمن اتقى عقابه بأداء الفرائض واجتناب المناهي.