التفاسير

< >
عرض

وَقَالَتِ ٱمْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ لاَ تَقْتُلُوهُ عَسَىٰ أَن يَنْفَعَنَا أَوْ نَتَّخِذَهُ وَلَداً وَهُمْ لاَ يَشْعُرُونَ
٩
-القصص

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ وَقَالَتِ امْرَأَةُ فِرْعَوْنَ قُرَّتُ عَيْنٍ لِّي وَلَكَ } يا فرعون قالت ذلك بعد إخراجه من التابوت لأنه لما أخرج رأوه أحبوه أو لأنه برئت بنته به وقيل رأت في المنام أن شفاء بنتها في إياب مولود يقذفه اليم ولما أخرج من التابوت وجدت على شفتيه من لعابه كالرغوة لشدة بكائه فمسحت على برص بنتها به ونفد قبل أن ينفد البرص، وفي حديث رواه قومنا انها لما قالت: قرة عين لي ولك قال: لك لا لي ولو قال قرة عين لي كما هو لك لهداه الله كما هداها ولسلم كما أسلمت أي لكن قضى الله أن لا يقول ولا يسلم، وروي انها قالت: لعله من قوم آخرين لا من بني اسرائيل، وقرة خبر لمحذوف اي هو قرة عين ولي نعت قرة او نعت عين ويضعف جعله مبتدأ مخبرا عنه بقوله { لا تَقْتُلُوهُ } لأن لا تقتلوه طلب فلو كان كذلك فالنصب على الإشتغال أولى ويدل قيل على انه ليس مبتدأ مخبراً عنه بقرة قراءة ابن مسعود لا تقتلوه قرة عين بتقديم لا تقتلوه ويرده انه لا مانع من تقديم الخبر الفعلي على المبتدأ حيث لا يوقع المبتدأ في الإلتباس بالفاعل، والخطاب لفرعون والجمع تعظيم له أو له ولخاصته او له ولمن يلون الذبح وقد قيل انه وأعوانه همّوا بقتله.
{ عَسَىَ أَن يَنفَعَنَا } قالت ذلك لما رأت فيه من مخايل اليمن ودلائل النفع كالنور بين عينيه وارتضاع اللبن من إبهامه وبرىء البرصاء بريقه قال ابن عباس: لو ان عدو الله قال في موسى كما قالت: { عَسَى أَن يَنفَعَنَا } للنفعه الله ولكن أبي للشقاء الذي كتبه لله عز وجل عليه.
{ أَوْ نتَّخِذَهُ وَلَداً } فانه أهل لأن تتخذه الملوك ولدا.
{ وَهُمْ لا يَشْعُرُونَ } انهم على خطأ عظيم في التقاطه وفي النفع منه او التبني، وزعم وهب ان فرعون لما نظر اليه قال عمر: ان من الأعداء وغاظه ذلك كيف أخطأ هذا الغلام الذبح وكانت آسية رضي الله عنها من خيار النساء وبنات الأنبياء وكانت أما للمساكين ترحمهم وتتصدق عليهم فقالت لفرعون وهي قاعدة الى جنب هذا الوليد: اكبر من ابن سنة وانت أمرت ان يذبح ولدان هذه السنة فدعه يكن عندي والجملة حال من ال أو من امرأة القائلة والمقول له المحذوف اي قالت امرأة فرعون له أعني لفرعون والضمير لصاحب الحال ويجوز ان تكون حال من المستتر في تتخذوا من الهاء على ان الضمير للناس او من الهاء على ان الضمير للناس أي وهم لا يشعرون انه لغيرنا، وذكر الثعالبي ان موسى ولد للسنة الرابعة من أمره بقتل الولدان وان بني اسرائيل اعتزوا بذلك الارضاع وان موسى يعلم في نفسه انه منهم وكان يحميهم.