التفاسير

< >
عرض

أَمْ حَسِبَ ٱلَّذِينَ يَعْمَلُونَ ٱلسَّيِّئَاتِ أَن يَسْبِقُونَا سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ
٤
-العنكبوت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ أَمْ } منقطعة وفيها اضراب ووجهه ان هذا الحسبان بطل من الحسبان الأول لان ذلك يقدر انه لا يمتحن لايمانه وهذا يظن انه لا يجازى بمساوئه ولذا عقبه بقوله { سَآءَ مَا يَحْكُمُونَ } وقال عياض: هذا الاضراب انتقال لا ابطال وقال الصفا قصى أم هذه معادلة لهمزة أحسب وظاهره انها متصلة وليس كذلك فان الهمزة للتوبيخ كما مر قال عياض: أو للتقرير فلا تقتضي معادلا بل هو نفسه قال: قرر المؤمنين على ظنهم انهم لا يفتنون وقرر الكافرين على ظنهم ان يسبقوه واهله اراد بمعادلتها للهمزة مماثلتها لها بحيث تقدر بهمزة التقرير او التوبيخ مع الاضراب.
{ حَسِبَ الَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ } الشرك والنفاق والمعاصي فان العمل كثيرا ما يطلق على اعتقاد القلب، كما يطلق على فعل الجوارح.
{ أن يسبقونا } يفوتونا فلا ننتقم منهم كلا فان الانتقام لا حق بهم لا محالة وان أريد بالذين يعملون السيئات الموحدين الذين يعملون المعاصي فالمراد انهم لم يظنوا السبق ولكنهم لاصرارهم وغفلتهم في صورة من يظنه والمصدر مفعول حسب قائم مقام مفعولين لاشتمال يسبقونا على المسند والمسند اليه او المفعول الثاني محذوف أي أم حسبوا السبق موجودا ويضمن حسب معنى قدر وكذا في حسب المذكور ونحوه.
{ سَآءَ } أي بئس.
{ مَا يَحْكُمُونَ } ما موصول حر في اي حكمهم وموصول اسمي أي الذي يحكمونه اي يثبتونه او نكرة موصوفة ومخصوص الذم محذوف اي هذا الحكم.