التفاسير

< >
عرض

مَثَلُ ٱلَّذِينَ ٱتَّخَذُواْ مِن دُونِ ٱللَّهِ أَوْلِيَآءَ كَمَثَلِ ٱلْعَنكَبُوتِ ٱتَّخَذَتْ بَيْتاً وَإِنَّ أَوْهَنَ ٱلْبُيُوتِ لَبَيْتُ ٱلْعَنكَبُوتِ لَوْ كَانُواْ يَعْلَمُونَ
٤١
-العنكبوت

هميان الزاد إلى دار المعاد

{ مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِن دُونِ اللهِ أَوْلِيَاءَ } فيما اتخذوه معتمدا ومتكلا من الأصنام.
{ كَمَثَلِ العَنكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتاً } في الوهن والضعف فضعف الأصنام عند المؤمن وفي الحقيقة كضعف بيت نسجته العنكبوت او مثل دين المشركين بالنسبة الى دين المسلمين { كمثل بيت العنكبوت } بالنسبة الى بيت مبني بخشب صحاح والجص والآجر والصخر او مثل المشركين في عبادة الأصنام بالنسبة للمؤمنين مثل عنكبوت نسجت بيتا فكما ان العنكبوت لا يدفع عن نفسه حرا ولا بردا بنسجه كذلك عبدة الأوثان لا يجلبون لأنفسهم بعبادتها نفعا ولا يدفعون ضراً بل ذلك اضعف من العنكبوت وبيتها فان للعنكبوت حقيقة وامتناعا من ضر وجلب نفع بيته بخلاف هؤلاء والعنكبوت يطلق على المفرد وغيره والمذكر وغيره والمراد هنا الجماعة او الفرد وتاؤه زائدة للمبالغة في الاصل ويجمع على عناكيب وعكاب وعكبة واعكب.
{ وَإِنَّ أَوْهَنَ } أضعف.
{ البُيُوتِ } اذا استقريتها بيتا بيتا.
{ لَبَيْتُ العَنكَبُوتِ } لا يدفع عنها حرا ولا بردا ولا يدفع عن الآدمي وغيره حرا ولا بردا كذا عبادة الأوثان اضعف الأديان واذا هبت ريح على بيت العنكبوت او لمسه لامس تقطع.
{ لَو كَانُوا يَعْلَمُونَ } لو شرطية محذوفة الجواب اي لو كان يرجعون الى علم لعلموا ان هذا مثلهم او ان دينهم اوهن من ذلك او اخرج الكلام بعد التشبيه مخرج المجاز فكأنه قيل أوهن ما يعتمد عليه في الدين عبادة الأوثان فالمراد ببيت العنكبوت دينهم وجملة اتخذت حال من العنكبوت بناء على زيادة مثل لئلا يكون الحال من المضاف اليه شرطه او نعت للعنكبوت وأل فيه للجنس ويتعين هذا اذا جعلت مثل بمعنى صفة فلا يكون زائدا ويجوز زيادة الكاف وجعل مثل بمعنى مشابه.